[حكم الصلاة على النبي ÷]
  ولما انتهى الكلام في الشواهد وما انجر إليه من ذكر مواضع الصلاة فلنذكر الفوائد المشار إليها أولًا وهي ما يحسن في يوم الجمعة، والله الهادي. وسنذكر ما تعرض له بعض الشراح مع ملاحظة الاختصار نقلًا عن ابن القيِّم في الهدي.
  ولا حرج فيما (لا يوافق ما)(١) قد قرره الأصحاب، والقصد البيان والاطلاع، ولا شك أن يوم الجمعة يومٌ عظيمٌ شريفٌ يستحق ما قيل فيه وزيادة.
  فنقول: في شرح الهدي؛ كان من هديه ÷ تعظيم (هذا)(٢) اليوم وتخصيصه بعبادات وخصائص يختص بها عن غيره.
  الْخَاصّةُ الأولى: أنه ÷ فِي فَجْرِ يومه يَقْرَأُ سُورَة {الم ١ تَنْزِيلُ}(٣)، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}(٤)، قال ابْنَ تَيْمِيّة: لِأَنّهُمَا تَضَمّنَتَا مَا كَانَ وَيَكُونُ فِي يَوْمِهَا فَإِنّهُمَا اشْتَمَلَتَا عَلَى خَلْقِ آدَمَ وَعَلَى ذِكْرِ الْمَعَادِ وَحَشْرِ الْعِبَادِ وَذَلِكَ يَكُونُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَكَانَ فِي قِرَاءَتِهِمَا فِي هَذَا الْيَوْمِ تَذْكِيرٌ لِلْأُمّةِ بِمَا كَانَ فِيهِ وَيَكُونُ(٥).
  وفي أمالي المرشد بالله # بسنده إلى وهب بن منبه ما لفظه قال: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ # يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، [وَأُخْرِجَ مِنْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ]، وَأُنْزِلَتِ الْكَعْبَةُ يوم الجمعة يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَتَابَ اللَّهُ عَلَى آدَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَعَلَى قَوْمِ يُونُسَ، وَفِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ فَلْقُ الْبَحْرِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَتَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَعَثَ اللَّهُ مُوسَى إِلَى فِرْعَوْنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ويزور أَهْلُ الْجَنَّةِ رَبَّهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَنَادَى مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأُخْرِجَ يُوسُفُ مِنَ السِّجْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْتَقَمَ الْحُوتُ يُونُسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، لِأَرْبَعٍ مِنْ شَوَّالٍ، وَأُخْرِجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ [مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ] لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ، وَوُلِدَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَكَانَ طُولُهُ سَبْعَةَ أَذْرُعٍ وَذَلِكَ الذِّرَاعُ خَمْسَةُ
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب).
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ب، ج).
(٣) سورة السَّجْدَةَ: ١ - ٢.
(٤) سورة الإنسان: ١.
(٥) ينظر: ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد: (١/ ٣٦٤).