[حكم الصلاة على النبي ÷]
  أَشْبَارٍ، وَوُلِدَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ الْأَحَدِ»(١) وبعض من هذي الألفاظ تقضي برفع الحديث، ومعنى يزورون ربهم: أي يقرب زلفانهم ويزداد نعيمهم فيه؛ لأنه يوم عيد أهل الجنة، والله أعلم.
  الثّانِيَةُ: اسْتِحْبَابُ كَثْرَةِ الصّلَاةِ فيه عَلَى النّبِيّ ÷، فِيهِ وَفِي لَيْلَتِهِ كما سبق من أدلته، وذلك لأن رَسُولُ اللّهِ ÷ سَيّدُ الْأَنَامِ، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ سَيّدُ الْأَيّامِ، فَلِلصّلَاةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ مَزِيّةٌ لَيْسَتْ لِغَيْرِه، مَعَ حِكْمَةٍ أُخْرَى: وَهِيَ أَنّ كُلّ خَيْرٍ نَالَتْهُ أُمّتُهُ فِي الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنّ فِيهِ بَعْثُهُمْ إلَى مَنَازِلِهِمْ فِي الْجَنّةِ، وَهُوَ يَوْمُ الْمَزِيدِ لَهُمْ إذَا دَخَلُوا الْجَنّةَ، وَهُوَ عِيدٍ لَهُمْ فِي الدّنْيَا، وَفيه لا يَرُدّ سَائِلَهُمْ، وَهَذَا وغيره إنّمَا عَرَفُوهُ بِسَبَبِهِ ÷ فَمِنْ شُكرِهِ وَحَمدِه وَأَدَاءِ الْقَلِيلِ مِنْ حَقّهِ ÷ أَنْ يكْثِروا مِنْ الصّلَاةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَلَيْلَتِهِ(٢).
  الثّالِثَةُ: صَلَاةُ الْجُمُعَةِ الّتِي هِيَ مِنْ آكَدِ فُرُوضِ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ مَجْمَعٍ يَجْتَمِعُ فِيهِ المسلمين سِوَى مَجْمَعِ عَرَفَةَ وَمَنْ تَرَكَهَا تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللّهُ عَلَى قَلْبِهِ، وَقُرْبُ أَهْلِ الْجَنّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَبقُهمْ إلَى الزّيَارَةِ بِحَسْبِ قُرْبِهِمْ مِنْ الْإِمَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَتَبْكِيرِهِمْ.
  الرابعة: الْأَمْر بالِاغْتِسَالِ فِي يومِهَا وهو مجمعٌ على شرعيته، وهو آكدُ السُنَّن؛ لكثرة الأحاديث التي وردت فيه؛ بحيث لا يبعد ادعاء تواترها.(٣)، وعدَّ ابنُ مندة مَن رواه فبلغوا خمسة وعشرين صحابيًا، وفِي وُجُوبِهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ: النَّفْيُ وَالْإِثْبَاتُ وَالتَّفْصِيلُ فمَنْ بِهِ رَائِحَةٌ يَحْتَاجُ إِلَى إِزَالَتِهَا وجَبَ عَلَيْهِ الغسل، ومَن يستغني فمسنون، وسيأتي حديثه - إن شاء الله تعالى.
  الْخَامِسَةُ: التّطَيُّبُ فِيهِ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ التّطَيّبِ فِي غَيْرِهِ مِنْ أَيّامِ الْأُسْبُوعِ، والأدلة مبسوطة في مظانها(٤).
  السّادِسَةُ: السِّوَاكُ فِيهِ وَلَهُ مَزِيَّةٌ عَلَى السّوَاكِ فِي غَيْرِهِ.(٥).
(١) ذكره المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ٢٤٥ رقم ٨٥٧).
(٢) ينظر: ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد: (١/ ٣٦٥). ما بين المعقوفتين من المصدر: (١/ ٣٦٤).
(٣) المصدر نفسه: (١/ ٣٦٥).
(٤) المصدر نفسه: (١/ ٣٦٥).
(٥) المصدر نفسه: (١/ ٣٦٥).