الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

[حكم الصلاة على النبي ÷]

صفحة 460 - الجزء 1

  طلوع الفجر. واختاره ابن القيِّم. وأكثر العلماء يستحبُّون التبكير إليها، ومثله للشافعي⁣(⁣١).

  وقوله: «راح إلى المسجد» في الحديث بمعنى ذهب، وفي بعض الروايات: «من غدا في الساعة الأولى ..» إلخ، ولابن خزيمة: «الْمُتَعَجِّلُ إِلَى الْجُمُعَةِ" إلخ⁣(⁣٢).

  الرابعة والعشرون: أن الصدقة يوم الجمعة أفضل منها في غيره. ذكره ابن القيم. وروي عن كعب فيه حديثان أن الصدقة يوم الجمعة أفضل من الصدقة في سائر الأيام⁣(⁣٣).

  الخامسة والعشرون: أَنّهُ يَوْمُ ادّخَرَهُ اللّهُ لِهَذِهِ الْأُمّةِ كما في الصحيح عن أبي هريرة عَنْ النّبِيّ ÷ قَالَ: «مَا طَلَعَتْ الشّمْسُ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ خَيْرٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ هَدَانَا اللّهُ لَهُ وَضَلّ النّاسَ عَنْهُ فَالنّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ⁣(⁣٤)»⁣(⁣٥).

  السادسة والعشرون: إنّ الْأموات يَوْمِ الْجُمُعَةِ تَدْنُو أَرْوَاحُهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ فَيَعْرِفُونَ زُوّارَهُمْ وَمَنْ يَمُرّ بِهِمْ وَيُسَلّمُ عَلَيْهِمْ أَكْثَرَ مِنْ مَعْرِفَتِهِمْ لهِمْ فِي غَيْرِهِ مِنْ الْأَيّامِ⁣(⁣٦).

  وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي الدّنْيَا فِي كِتَابِ "الْمَنَامَاتِ" عَنْ بَعْضِ آلِ عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ قَالَ: "رَأَيْتُ عَاصِمًا الْجَحْدَرِيَّ فِي مَنَامِي بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَنَتَيْنِ، فَقُلْتُ: أَلَسْتَ قَدْ مُتَّ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: فَأَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا وَاللَّهُ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، أَنَا وَنَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِي نَجْتَمِعُ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةَ وَصَبِيحَتِهَا إِلَى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ⁣(⁣٧) فَنَتَلَقَّى أَخْبَارَكُمْ. قَالَ: قُلْتُ: أَجْسَادُكُمْ أَمْ أَرْوَاحَكُمْ؟ قَالَ: هَيْهَاتَ، بَلِيَتَ الْأَجْسَادُ وَإِنَّمَا تَتَلَاقَى الْأَرْوَاحُ"⁣(⁣٨).


(١) ينظر: ابن حجر، فتح الباري: (٢/ ٣٦٨ - ٣٦٩)، وابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد: (١/ ٣٨٨).

(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في الأحاديث والآثار: (١/ ٤٧٨ رقم ٥٥١٩)، والدارمي في سننه: (٢/ ١٤٦ رقم ١٥٦٨ - ١٦٦٤) عن أبي هريرة، وابن خزيمة في صحيحه: (٣/ ١٢٨ رقم ١٧٥٨).

(٣) ينظر: ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد: (١/ ٣٦٥).

(٤) ومعنى (الناس لنا تبع): يوضحه ما في أمالي المرشد بالله # أن النصارى اختاروا أن يكون يوم الأحد لهم عيدًا، أو اليهود يوم السبت؛ فقال المسلمون: يا رسول الله اجعل لنا يوم الاثنين عيدًا؟ فقال: «بل يوم الجمعة تسبقون غيركم» أو كما قال، والله أعلم. تمت مؤلف.

(٥) ينظر: ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد: (١/ ٣٦٥).

(٦) المصدر نفسه: (١/ ٤٠٠).

(٧) بكر بن عَبْد اللَّهِ المزني أَبُو عَبْد اللَّهِ البَصْرِيّ، قال: ابْن مَعِين، وأبو زُرْعَة، والنَّسَائي: ثقة، روى له الجماعة. (المتوفى: ١٠٦ هـ). ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٤/ ٢١٦ رقم ٧٤٧).

(٨) ينظر: ابن أبي الدنيا، أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد البغدادي الأموي القرشي (المتوفى: ٢٨١ هـ): المنامات، تحقيق: عبد القادر أحمد عطا، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط ١ (١٤١٣ - ١٩٩٣ م): (٤٧ رقم ٥٨).