[حكم الصلاة على النبي ÷]
  طلوع الفجر. واختاره ابن القيِّم. وأكثر العلماء يستحبُّون التبكير إليها، ومثله للشافعي(١).
  وقوله: «راح إلى المسجد» في الحديث بمعنى ذهب، وفي بعض الروايات: «من غدا في الساعة الأولى ..» إلخ، ولابن خزيمة: «الْمُتَعَجِّلُ إِلَى الْجُمُعَةِ" إلخ(٢).
  الرابعة والعشرون: أن الصدقة يوم الجمعة أفضل منها في غيره. ذكره ابن القيم. وروي عن كعب فيه حديثان أن الصدقة يوم الجمعة أفضل من الصدقة في سائر الأيام(٣).
  الخامسة والعشرون: أَنّهُ يَوْمُ ادّخَرَهُ اللّهُ لِهَذِهِ الْأُمّةِ كما في الصحيح عن أبي هريرة عَنْ النّبِيّ ÷ قَالَ: «مَا طَلَعَتْ الشّمْسُ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ خَيْرٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ هَدَانَا اللّهُ لَهُ وَضَلّ النّاسَ عَنْهُ فَالنّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ(٤)»(٥).
  السادسة والعشرون: إنّ الْأموات يَوْمِ الْجُمُعَةِ تَدْنُو أَرْوَاحُهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ فَيَعْرِفُونَ زُوّارَهُمْ وَمَنْ يَمُرّ بِهِمْ وَيُسَلّمُ عَلَيْهِمْ أَكْثَرَ مِنْ مَعْرِفَتِهِمْ لهِمْ فِي غَيْرِهِ مِنْ الْأَيّامِ(٦).
  وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي الدّنْيَا فِي كِتَابِ "الْمَنَامَاتِ" عَنْ بَعْضِ آلِ عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ قَالَ: "رَأَيْتُ عَاصِمًا الْجَحْدَرِيَّ فِي مَنَامِي بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَنَتَيْنِ، فَقُلْتُ: أَلَسْتَ قَدْ مُتَّ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: فَأَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا وَاللَّهُ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، أَنَا وَنَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِي نَجْتَمِعُ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةَ وَصَبِيحَتِهَا إِلَى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ(٧) فَنَتَلَقَّى أَخْبَارَكُمْ. قَالَ: قُلْتُ: أَجْسَادُكُمْ أَمْ أَرْوَاحَكُمْ؟ قَالَ: هَيْهَاتَ، بَلِيَتَ الْأَجْسَادُ وَإِنَّمَا تَتَلَاقَى الْأَرْوَاحُ"(٨).
(١) ينظر: ابن حجر، فتح الباري: (٢/ ٣٦٨ - ٣٦٩)، وابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد: (١/ ٣٨٨).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في الأحاديث والآثار: (١/ ٤٧٨ رقم ٥٥١٩)، والدارمي في سننه: (٢/ ١٤٦ رقم ١٥٦٨ - ١٦٦٤) عن أبي هريرة، وابن خزيمة في صحيحه: (٣/ ١٢٨ رقم ١٧٥٨).
(٣) ينظر: ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد: (١/ ٣٦٥).
(٤) ومعنى (الناس لنا تبع): يوضحه ما في أمالي المرشد بالله # أن النصارى اختاروا أن يكون يوم الأحد لهم عيدًا، أو اليهود يوم السبت؛ فقال المسلمون: يا رسول الله اجعل لنا يوم الاثنين عيدًا؟ فقال: «بل يوم الجمعة تسبقون غيركم» أو كما قال، والله أعلم. تمت مؤلف.
(٥) ينظر: ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد: (١/ ٣٦٥).
(٦) المصدر نفسه: (١/ ٤٠٠).
(٧) بكر بن عَبْد اللَّهِ المزني أَبُو عَبْد اللَّهِ البَصْرِيّ، قال: ابْن مَعِين، وأبو زُرْعَة، والنَّسَائي: ثقة، روى له الجماعة. (المتوفى: ١٠٦ هـ). ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٤/ ٢١٦ رقم ٧٤٧).
(٨) ينظر: ابن أبي الدنيا، أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد البغدادي الأموي القرشي (المتوفى: ٢٨١ هـ): المنامات، تحقيق: عبد القادر أحمد عطا، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط ١ (١٤١٣ - ١٩٩٣ م): (٤٧ رقم ٥٨).