[حكم الصلاة على النبي ÷]
  والأهل، كما روى ذلك، وأنه عيد المؤمنين كان الصيام مضادًا لذلك المعنى، لكن مضاددة كراهة متوكِّدة لا تحريم، وهو حمل الأصحاب، والله أعلم.
  الثامنة والعشرون: أن في وَقْتَ الْخُطْبَةِ وَالصّلَاةِ يَكُونُ أَهْلُ الْجَنّةِ فِي مَنَازِلِهِمْ وَأَهْلُ النّارِ فِي مَنَازِلِهِمْ كَمَا ثَبَتَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنّهُ قَالَ: لَا يَنْتَصِفُ النّهَارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتّى يَقِيلَ أَهْلُ الْجَنّةِ فِي مَنَازِلِهِمْ وَأَهْلُ النّارِ فِي مَنَازِلِهِمْ، ثم قَرَأَ: {ثُمّ إنّ مَقِيلَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ}(١) وهذه قِرَاءَتُهِ(٢). انتهى ما نقل مختصرًا مع تقويم يسير من الزيادة من الهدي لابن القيم(٣). ولنرجع إلى المقصود - إن شاء الله تعالى.
  وقد ذكر أشياء مفرقة من مختصات الجمعة في مواضعها: منها قراءة سورة الكهف، وقراءة حم الدخان ليلة الجمعة ويومه، ورد فيه: «أنه يُبنى لقارئها بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ». رواه الطبراني(٤)، وعن ابن عباس: «مَنْ قَرَأَ السُّورَةَ [الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا] آلُ عِمْرَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَمَلَائِكَتُهُ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ» وهو مرفوعٌ، رواه الطبراني(٥).
  وعن عائشة: «مَنْ قَرَأَ بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، والمعوذتين سَبْعَ مَرَّاتٍ، أَعَاذَهُ اللَّهُ ø مِنَ السُّوءِ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى». رواه ابن السني مرفوعًا(٦).
  وعن أنس: «مَنْ قَرَأَ إِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ يَوْمَ الجُمُعَةِ قبل أن يثني رجليه: «فاتحة الكتاب، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس سَبْعًا سَبْعًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ». رواه أبو الأسعد القشيري(٧) في الأربعين(٨) وغير ذلك من الخصائص.
(١) في قراءة ابن مسعود (إن مقيلهم لإلى الجحيم) ويروى منقلبهم تفسير الطبري ١٩/ ٥٥٦.
(٢) والقراءة المشهورة: (ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ) [الصافات: ٦٨] المصحف وخبر ابن مسعود، ذكره ابن المبارك في الزهد والرقائق: (١/ ٤٦٣ رقم ١٣١٣)، والحاكم في مستدركه: (٢/ ٤٣٦ رقم ٣٥١٦).
(٣) ينظر: ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد: (١/ ٣٩٨).
(٤) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير: (٨/ ٢٦٤ رقم ٨٠٢٦) عن أبي أمامة.
(٥) أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط: (٦/ ١٩١ رقم ٦١٥٧).
(٦) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٣٣٢ رقم ٣٧٥).
(٧) هبة الرحمن بن عبد الواحد بن أَبِي القاسم عبد الكريم بن هوزان، أبو الأسعد القُشَيريّ، النَّيْسابوري، خطيب نيسابور ومسندها. توفي سنة (٥٤٦ هـ) له: كتاب متون الأجوبة. ينظر: الذهبي، تاريخ الإسلام: (١١/ ٨٩٩ رقم ٣٦٠).
(٨) ينظر في صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته: (١/ ١٢٥٣١ رقم ١٢٥٣١) وفي الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير: (٣/ ٢١٤ رقم ١٢١٦٦).