الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

[حكم الصلاة على النبي ÷]

صفحة 462 - الجزء 1

  والأهل، كما روى ذلك، وأنه عيد المؤمنين كان الصيام مضادًا لذلك المعنى، لكن مضاددة كراهة متوكِّدة لا تحريم، وهو حمل الأصحاب، والله أعلم.

  الثامنة والعشرون: أن في وَقْتَ الْخُطْبَةِ وَالصّلَاةِ يَكُونُ أَهْلُ الْجَنّةِ فِي مَنَازِلِهِمْ وَأَهْلُ النّارِ فِي مَنَازِلِهِمْ كَمَا ثَبَتَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنّهُ قَالَ: لَا يَنْتَصِفُ النّهَارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتّى يَقِيلَ أَهْلُ الْجَنّةِ فِي مَنَازِلِهِمْ وَأَهْلُ النّارِ فِي مَنَازِلِهِمْ، ثم قَرَأَ: {ثُمّ إنّ مَقِيلَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ}⁣(⁣١) وهذه قِرَاءَتُهِ⁣(⁣٢). انتهى ما نقل مختصرًا مع تقويم يسير من الزيادة من الهدي لابن القيم⁣(⁣٣). ولنرجع إلى المقصود - إن شاء الله تعالى.

  وقد ذكر أشياء مفرقة من مختصات الجمعة في مواضعها: منها قراءة سورة الكهف، وقراءة حم الدخان ليلة الجمعة ويومه، ورد فيه: «أنه يُبنى لقارئها بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ». رواه الطبراني⁣(⁣٤)، وعن ابن عباس: «مَنْ قَرَأَ السُّورَةَ [الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا] آلُ عِمْرَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَمَلَائِكَتُهُ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ» وهو مرفوعٌ، رواه الطبراني⁣(⁣٥).

  وعن عائشة: «مَنْ قَرَأَ بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، والمعوذتين سَبْعَ مَرَّاتٍ، أَعَاذَهُ اللَّهُ ø مِنَ السُّوءِ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى». رواه ابن السني مرفوعًا⁣(⁣٦).

  وعن أنس: «مَنْ قَرَأَ إِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ يَوْمَ الجُمُعَةِ قبل أن يثني رجليه: «فاتحة الكتاب، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس سَبْعًا سَبْعًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ». رواه أبو الأسعد القشيري⁣(⁣٧) في الأربعين⁣(⁣٨) وغير ذلك من الخصائص.


(١) في قراءة ابن مسعود (إن مقيلهم لإلى الجحيم) ويروى منقلبهم تفسير الطبري ١٩/ ٥٥٦.

(٢) والقراءة المشهورة: (ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ) [الصافات: ٦٨] المصحف وخبر ابن مسعود، ذكره ابن المبارك في الزهد والرقائق: (١/ ٤٦٣ رقم ١٣١٣)، والحاكم في مستدركه: (٢/ ٤٣٦ رقم ٣٥١٦).

(٣) ينظر: ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد: (١/ ٣٩٨).

(٤) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير: (٨/ ٢٦٤ رقم ٨٠٢٦) عن أبي أمامة.

(٥) أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط: (٦/ ١٩١ رقم ٦١٥٧).

(٦) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٣٣٢ رقم ٣٧٥).

(٧) هبة الرحمن بن عبد الواحد بن أَبِي القاسم عبد الكريم بن هوزان، أبو الأسعد القُشَيريّ، النَّيْسابوري، خطيب نيسابور ومسندها. توفي سنة (٥٤٦ هـ) له: كتاب متون الأجوبة. ينظر: الذهبي، تاريخ الإسلام: (١١/ ٨٩٩ رقم ٣٦٠).

(٨) ينظر في صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته: (١/ ١٢٥٣١ رقم ١٢٥٣١) وفي الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير: (٣/ ٢١٤ رقم ١٢١٦٦).