الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله الباب السادس والثلاثون: في عيادة المريض وتلقين المحتضر

صفحة 485 - الجزء 1

  ومثله في فتح الباري⁣(⁣١)، وضبطه بِمُهْمَلَةٍ مَضْمُومَةٍ، قال: وعند مسلم من حديث أبي هريرة أن عمر قال: "مَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا يَوْمَئِذٍ"⁣(⁣٢). وفي حديث بريدة يعني عند أحمد، والنسائي وابن حبَّان والحاكم: "فما منَّا رجلٌ له منزلة عند رسول الله ÷ إلا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل حتى تطاولتُ أنا لها؛ فدعى عليًّا # وهو يشتكي عينيه فمسحها ثم دفع إليه اللواء"⁣(⁣٣).

  ولمسلم من طريق إياس بن سلمة، عن أبيه قال: فأرسلني ÷ إلى علي فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ (وَهُوَ)⁣(⁣٤) أَرْمَدُ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ. انتهى⁣(⁣٥).

  قال في النهاية: واللواء بمعنى الراية، وهو العَلَمُ الذي يُحمل في الحرب، يُعرف به موضع صاحب الجيش، وقد يدفعه لمقدَّم العسكر، وقد صرح جماعة من أهل اللغة بترادفهما⁣(⁣٦).

  لَكِنْ رَوَى أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث ابن عَبَّاسٍ: «كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَهِ ÷ سَوْدَاءَ، وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضَ»⁣(⁣٧) وَمِثْلُهُ عِنْدَ الطَّبَرَانِيّ عَن بُرَيْدَة⁣(⁣٨). وَعند ابن عَدِيٍّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَادَ «مَكْتُوب فِيهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ»⁣(⁣٩) وَهُوَ ظَاهر فِي التَّغَايُرِ، فَلَعَلَّ التَّفْرِقَةَ بَيْنَهُمَا عُرْفِيَّةٌ، وَقَدْ ذَكَرَ ابن إِسْحَاقَ وَأَبُو الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ أَوَّلَ مَا


= مطبعة الملاح، مكتبة دار البيان (د، ط) (د، ت): (٨/ ٦٥٤ رقم ٦٤٩٦).

(١) ينظر: ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري: (٧/ ٤٧٧ رقم ٤٢٠٧).

(٢) أخرجه مسلم في صحيحه: (٤/ ١٨٧١ رقم ٣٣ - (٢٤٠٥) وتمامه. قَالَ فَتَسَاوَرْتُ لَهَا رَجَاءَ أَنْ أُدْعَى لَهَا، قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ ÷ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، وَقَالَ: «امْشِ، وَلَا تَلْتَفِتْ، حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ» قَالَ فَسَارَ عَلِيٌّ شَيْئًا ثُمَّ وَقَفَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ، فَصَرَخَ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلَى مَاذَا أُقَاتِلُ النَّاسَ؟ قَالَ: «قَاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ مَنَعُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ».

(٣) أخرجه أحمد في مسنده: (٣٨/ ٩٨ رقم ٢٢٩٩٣)، والنسائي في سننه الكبرى: (٧/ ٤١٢ رقم ٨٣٤٦، ٨٣٤٧) (٨/ ١٦ رقم ٨٥٤٦، ٨٥٤٧)، والحاكم في مستدركه: (٣/ ٤٩٤ رقم ٥٨٤٤).

(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب، ج).

(٥) أخرجه مسلم في صحيحه: (٣/ ١٤٣٣ رقم ١٣٢ - (١٨٠٧).

(٦) ينظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر: (٤/ ٢٧٩)، وابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري: (٧/ ٤٧٧ رقم ٤٢٠٩).

(٧) أخرجه الترمذي في سننه: (٤/ ١٩٦ رقم ١٦٨١) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ".

(٨) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير: (١٢/ ٢٠٧ رقم ١٢٩٠٩).

(٩) أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط: (١/ ٧٧ رقم ٢١٩) عن ابن عباس، وابن عدي، الكامل في الضعفاء عن ابن عباس وأبي هريرة ٢/ ١٣.