قوله الباب السادس والثلاثون: في عيادة المريض وتلقين المحتضر
  وُجِدَتِ الرَّايَاتُ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَمَا كَانُوا يَعْرِفُونَ(١) قَبْلَ ذَلِكَ إِلَّا الْأَلْوِيَةَ، قال: وقد أطال ابن حجر في هذا الحديث في كتاب المغازي في نحو ورقتين من قطع(٢).
  قلت: وقد تعرض المحقق إسحاق بن يوسف في تفريج الكروب لذكر اللواء في حديث: آخى رسول الله ÷ بين الصحابة، ثم ذكر فيه: «يَا عَلِيُّ، أَنْتَ أَخِي، بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى»، إلى أن قال: «وإنك أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى» يعني يوم القيامة؛ «لِقَرَابَتِكَ مِنِّي، وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدِي، وَيُدْفَعُ إِلَيْكَ لِوَائِي، وَهُوَ لِوَاءُ الْحَمْدِ، فَتَسِيرُ بِهِ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ، آدَمُ # وَجَمِيعُ خَلْقِ اللَهِ يَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّ لِوَائِي [يَوْمَ الْقِيَامَةِ]، وَطُولُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ، سِنَانُهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ، قُضُبُهُ(٣) فِضَّةٌ بَيْضَاءُ، زُجُّهُ دُرَّةٌ خَضْرَاءُ، لَهُ ثَلَاثُ ذَوَائِبَ مِنْ نُورٍ، ذُوَابَةٌ فِي الْمَشْرِقِ، وَذُوَابَةٌ فِي الْمَغْرِبِ، وَالثَّالِثَةُ وَسَطَ الدُّنْيَا، مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ أَسْطُرٍ، الْأَوَّلُ: ﷽، وَالثَّانِي: الْحَمْدُ لِلَهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالثَّالِثُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَهِ، طُولُ كُلِّ سَطْرٍ أَلْفُ سَنَةٍ، وَعَرْضُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ، فَتَسِيرُ بِاللِّوَاءِ وَالْحَسَنُ عَنْ يَمِينِكَ، وَالْحُسَيْنُ عَنْ يَسَارِكَ، حَتَّى تَقِفَ بَيْنِي وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ، ثُمَّ تُكْسَى حُلَّةً خَضْرَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ، وَنِعْمَ الْأَخ أَخُوكَ عَلِيٌّ» إلخ الحديث تركناه اختصارًا. قال: أخرجه أحمد بن حنبل(٤) عن مَحْدُوجِ بن زيد الهذلي(٥)، ورواه الخوارزمي(٦) في فصوله(٧)، والله أعلم.
(١) في (ب، ج) وما كانوا تعرف ..
(٢) ينظر: ابن حجر، شرح صحيح البخاري: (٧/ ٤٧٧ رقم ٤٢٠٩).
(٣) في (أ، ب) قبيضة.
(٤) أحمد بن محمد بن حنبل: في فضائل الصحابة، تحقيق: وصي الله بن محمد عباس، دار ابن الجوزي، ط ٢ (١٤٢٠ هـ/ ١٩٩٩ م): (٢/ ٦٦٣ رقم ١١٣١) عَنْ مَحْدُوجِ بْنِ زَيْدٍ. وما بين المعقوفتين من المصدر.
(٥) محدوج بْن زيد الهذلي مختلف فِي صحبته، ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة: (٥/ ٦٥ رقم ٤٦٨٦).
(٦) أبو المؤيد، الموفق بن أحمد الخوارزمي، ولد سنة (٥٦٧ هـ)، محدث ومؤرخ، توفي سنة (٥٦٨ هـ)، وله: الفصول ومقتل الحسين، ومناقب الإمام علي (طبع)، وديوان شعر. ينظر: البغدادي، هدية العارفين: (٢/ ٩٩١).
(٧) الفصول السبعة والعشرون في فضائل أمير المؤمنين، وإمام المتقين علي بن أبي طالب للموفق بن أحمد المكي الخوارزمي، المتوفى سنة (٥٦٨ هـ)، منه نسختان بدار المخطوطات برقم (٢٦٦٣) ورقم (٣١٧٧)، فهرس المخطوطات اليمنية لدار المخطوطات والمكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء، إعداد أحمد محمد وآخرون، مكتبة آية المرعشي النحفي - طهران، ط ١ (١٤٢٦ هـ): (ص ١٥٢٢)، وذكره في الرياض النضرة في مناقب العشرة ٣/ ١٧١ عن فضائل الصحابة.