الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله الباب السادس والثلاثون: في عيادة المريض وتلقين المحتضر

صفحة 489 - الجزء 1

  يشتكي، قَالَ: فَيُسْرًا إِنْ سِرًّا⁣(⁣١)؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "قُلْ: يَا حَلِيمُ، يَا كَرِيمُ، اشْفِ فُلَانًا" رواه ابن أبي شيبة في مصنفه⁣(⁣٢).

  حديث علي #(⁣٣): لم أجده⁣(⁣٤)، وكفى له شرفا تكلم الصادق # عليه، والحث على حفظه وتعليمه؛ فهو تصحيح وزيادة، وهم ورَّاثُ العلمِ، وطريقهم لا يوحش انفرادها، كما قد أشرنا إليه في المقدمة.

  حديث أبي أمامة⁣(⁣٥): قد سبق له في هذه الأخبار التي قبل خبر أمير المؤمنين هنا شواهد في الجملة، كحديث عائشة بنت سعد وغيره⁣(⁣٦)، وكذلك حديث زيارة رسول


(١) في (ب، ج): فيسرُّك أن يَبرأَ.

(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: (٥/ ٤٨ رقم ٢٣٥٨٢).

(٣) عَنْ عَلِيٍّ #، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ #، وَهُوَ لَا يَتَقَارُ عَلَى فِرَاشِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحُمَّى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ÷ يَا عَلِيُّ: " إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلَاءً فِي الدُّنْيَا النَّبِيُّونَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، أَبْشِرْ فَإِنَّ حَظَّكَ مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ تَعَالَى مَعَ مَا لَكَ مِنَ الثَّوَابِ وَالْأَجْرِ، تُحِبُّ أَنْ يَكْشِفَ اللَّهُ مَا بِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ ارْحَمْ عَظْمِيَ الدَّقِيقَ، وَجِلْدِيَ الرَّقِيقَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فَوْرَةِ الْحَرِيقِ، يَا أُمَّ مُلْدِمٍ إِنْ كُنْتِ آمَنْتِ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا تَأْكُلِي اللَّحْمَ، وَلَا تَشْرَبِي الدَّمَ، وَلَا تَفُورِي عَلَى الْفَمِ، وَانْتَقِلِي إِلَى مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ عَلِيٌّ #: فَقُلْتُهَا، فَعُوفِيتُ مِنْ سَاعَتِي"، قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ #: وَنَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ يَعْلَمُ بَعْضُنَا بَعْضًا، حَتَّى نِسَاءِنَا وَصِبْيَانِنَا، فَمَا يَقُولُهُا أَحَدٌ مِنَّا، إِلَّا عُوفِيَ إِذَا كَانَ فِي أَجَلِهِ تَأْخِيرٌ. ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٦٨)، وعزاه إلى المرشد بالله ٢/ ٢٨٧.

(٤) أخرجه الطبراني في الدعاء: (١/ ٣٤٢ رقم ١١٢٣) مع اختلاف يسير في ألفاظ الحديث.

(٥) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: " مِنْ تَمَامِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ أَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلَى يَدِهِ، أَوْ عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ تَسْأَلُهُ: كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟ وَكَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا انْطَلَقَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ عَائِدًا لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ لَا يَعْنِيهِ إِلَيْهِ إِلَّا ذَلِكَ يَعْنِي: إِلَّا خَاضَ الرَّحْمَةَ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى يَدِهِ، أَوْ قَالَ عَلَى جَبْهَتِهِ ثُمَّ سَأَلَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ، أَوْ أَمْسَيْتَ؟ ثُمَّ فَارَق، إِلَّا خَاضَ مُقْبِلًا، وَمُدْبِرًا، ثُمَّ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ عَلَى حَبْوَتِهِ مُقْبِلًا، وَمُدْبِرًا " ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (١٦٨ - ١٦٩)، وعزاه إلى المرشد بالله، في الأمالي الخميسية: (٢/ ٣٩٨ رقم ٢٩٠٧).

(٦) عن عائشةَ بنت سعدٍ أن أباها قال: اشتكيتُ بمكةَ، فجاءني النبيُّ ÷ يعودُني، ووضع يَدَه على جبهتي، ثم مسح صدري وبطني، ثم قال: "اللهم اشفِ سعدًا، وأَتمم له هِجْرتَهُ". أخرجه أبو داود في سننه: (٥/ ٢١ رقم ٣١٠٤).