الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله الباب السادس والثلاثون: في عيادة المريض وتلقين المحتضر

صفحة 491 - الجزء 1

  ثُمَّ قَالَ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الآخرين، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ»⁣(⁣١).

  حديثها الآخر⁣(⁣٢): أخرجه الجماعة إلا البخاري، إلا أنهم أبدلوا (صَالِحَة) ب - (حَسَنَةً) في قولها: «عُقْبَى صَالِحَةً»⁣(⁣٣).

  ومن الذكر عند الميت وعند تغميضه ما رواه أبو موسى مرفوعًا: «إِذَا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ قَالَ اللَّهُ تعالى لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؛ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْدِ». رواه الترمذي، وقال: حسنٌ غريب، وابن حبَّان في صحيحه⁣(⁣٤).

  ومعنى استرجع قال: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

  ومن حديث معقل بن يسار المروي في الأصل عن أمير المؤمنين # مرفوعًا: «قلب القرآن ياسين»، (حتى)⁣(⁣٥) قال: «اقرؤوها عند موتاكم»، رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم كما قد سبق⁣(⁣٦).

  وقد تقدَّم في الباب السابع والعشرين ما يقول مَن أُصيب بمصيبة، فيقال هنا والله أعلم.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه: (٢/ ٦٣٤ رقم ٧ - (٩٢٠)، وأبو داود في سننه (٥/ ٣٧ رقم ٣١١٨)، والنسائي في سننه الكبرى: (٧/ ٣٦٣ رقم ٨٢٢٧)، وابن ماجة في سننه: (١/ ٤٦٧ رقم ١٤٥٤).

(٢) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ^ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَقُولُ، قَالَ قُولِي: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ، وَتَقُولِينَ: اللَّهُمَّ اعْقُبْنِي عُقْبَى صَالِحَةً"، قَالَتْ: فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ مُحَمَّدًا ÷. ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٧٠)، وعزاه إلى المرشد بالله، في الأمالي الخميسية: (١/ ٣٣٤ رقم ١١٧٨).

(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: (٤٤/ ٢٦٩ رقم ٢٦٦٦٩)، ومسلم في صحيحه: (٢/ ٦٣٣ رقم ٦ - (٩١٩)، وابن ماجة في سننه: (١/ ٤٦٥ رقم ١٤٤٧)، والترمذي في سننه: (٥/ ٥٣٣ رقم ٣٥١١) وأبو داود في سننه: (٥/ ٣٣ رقم ٣١١٥)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٩٢ رقم ١٠٨٤١)، والحاكم في مستدركه: (٤/ ١٧ رقم ٦٧٥٨)، والبيهقي في الدعوات الكبير: (٢/ ٢٧٥ رقم ٦٢٢).

(٤) أخرجه الترمذي في سننه: (٣/ ٣٣٢ رقم ١٠٢١) وابن حبَّان في صحيحه: (٧/ ٢١٠ رقم ٢٩٤٨).

(٥) ما بين القوسين ساقط من (ج).

(٦) أخرجه أبو داود في سننه: (٥/ ٣٩ رقم ٣١٢١)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٩٤ رقم ١٠٨٤٦) في عمل اليوم والليلة ص ٥٨١ رقم ١٠٧٥، وابن ماجة في سننه: (١/ ٤٦٦ رقم ١٤٤٨)، والحاكم في مستدركه (١/ ٧٥٣ رقم ٢٠٧٤)، وأحمد في مسنده ٣٣/ ٤١٧ رقم ٢٠٣٠٠.