قوله الباب السادس والثلاثون: في عيادة المريض وتلقين المحتضر
  ثُمَّ قَالَ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الآخرين، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ»(١).
  حديثها الآخر(٢): أخرجه الجماعة إلا البخاري، إلا أنهم أبدلوا (صَالِحَة) ب - (حَسَنَةً) في قولها: «عُقْبَى صَالِحَةً»(٣).
  ومن الذكر عند الميت وعند تغميضه ما رواه أبو موسى مرفوعًا: «إِذَا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ قَالَ اللَّهُ تعالى لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؛ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْدِ». رواه الترمذي، وقال: حسنٌ غريب، وابن حبَّان في صحيحه(٤).
  ومعنى استرجع قال: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
  ومن حديث معقل بن يسار المروي في الأصل عن أمير المؤمنين # مرفوعًا: «قلب القرآن ياسين»، (حتى)(٥) قال: «اقرؤوها عند موتاكم»، رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم كما قد سبق(٦).
  وقد تقدَّم في الباب السابع والعشرين ما يقول مَن أُصيب بمصيبة، فيقال هنا والله أعلم.
(١) أخرجه مسلم في صحيحه: (٢/ ٦٣٤ رقم ٧ - (٩٢٠)، وأبو داود في سننه (٥/ ٣٧ رقم ٣١١٨)، والنسائي في سننه الكبرى: (٧/ ٣٦٣ رقم ٨٢٢٧)، وابن ماجة في سننه: (١/ ٤٦٧ رقم ١٤٥٤).
(٢) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ^ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَقُولُ، قَالَ قُولِي: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ، وَتَقُولِينَ: اللَّهُمَّ اعْقُبْنِي عُقْبَى صَالِحَةً"، قَالَتْ: فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ مُحَمَّدًا ÷. ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٧٠)، وعزاه إلى المرشد بالله، في الأمالي الخميسية: (١/ ٣٣٤ رقم ١١٧٨).
(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: (٤٤/ ٢٦٩ رقم ٢٦٦٦٩)، ومسلم في صحيحه: (٢/ ٦٣٣ رقم ٦ - (٩١٩)، وابن ماجة في سننه: (١/ ٤٦٥ رقم ١٤٤٧)، والترمذي في سننه: (٥/ ٥٣٣ رقم ٣٥١١) وأبو داود في سننه: (٥/ ٣٣ رقم ٣١١٥)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٩٢ رقم ١٠٨٤١)، والحاكم في مستدركه: (٤/ ١٧ رقم ٦٧٥٨)، والبيهقي في الدعوات الكبير: (٢/ ٢٧٥ رقم ٦٢٢).
(٤) أخرجه الترمذي في سننه: (٣/ ٣٣٢ رقم ١٠٢١) وابن حبَّان في صحيحه: (٧/ ٢١٠ رقم ٢٩٤٨).
(٥) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٦) أخرجه أبو داود في سننه: (٥/ ٣٩ رقم ٣١٢١)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٩٤ رقم ١٠٨٤٦) في عمل اليوم والليلة ص ٥٨١ رقم ١٠٧٥، وابن ماجة في سننه: (١/ ٤٦٦ رقم ١٤٤٨)، والحاكم في مستدركه (١/ ٧٥٣ رقم ٢٠٧٤)، وأحمد في مسنده ٣٣/ ٤١٧ رقم ٢٠٣٠٠.