قوله: الباب السابع والثلاثون: في الدعاء في صلاة الجنازة
  قصة موت إبراهيم بن النبي ÷(١): روى لها شاهدًا البخاري (ومسلم)(٢).
  وعن أبي أمامة قال: لما وضعت أم كلثوم بنت النبي ÷ في القبر قال رسول الله ÷: «مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى، بِسْمِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ» فَلَمَّا بُنِيَ عَلَيْهَا [لَحْدُهَا] طَفِقَ يَطْرَحُ إِلَيْهِمُ الْحصى وَيَقُولُ: «سُدُّوا خِلَالَ اللَّبِنِ» ثُمَّ قَالَ: «أَمَا هَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنَّهُ يَطِيبُ بِنَفْسِ الْحَيِّ(٣)» رواه الحاكم(٤).
  وعن ابن عمر قال: كان النبيُّ ÷ إِذَا وُضِعَ المَيِّتُ فِي لَحْدِهِ قال: «بِسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ÷». رواه الثلاثة، وابن حبَّان في صحيحه، وحسَّنه الترمذي(٥).
  وفي رواية لابن حبَّان وغيره: «إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي اللَّحْدِ فَقُولُوا» إلخ(٦).
  وعن خيثمة بن عبد الرحمن(٧) قال: "كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ إِذَا وَضَعُوا الْمَيِّتَ فِي الْقَبْرِ أَنْ يَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ». رواه ابن أبي شيبة في مصنفه(٨).
= وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله [÷]، لا تكبُّوه لوجهه ولا تلقوه لقفاه ثم قولوا: اللهمَّ لقنه حجته، وصعد بروحه ولقه منك رضوانًا» ... ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٧٦)، وعزاه إلى الإمام أحمد بن عيسى في أماليه ٢/ ٤٣٩، و الإمام زيد بن علي في المجموع الفقهي والحديثي ١٧٣.
(١) عن علي # مرفوعًا أنه ÷ لما دفن ولده إبراهيم # فعند إنزاله حفرته بكى فبكت المسلمون حتى ارتفعت أصوات الرجال على أصوات النساء فنهاهم ÷ وقال: «تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الربّ لولا أجل معدود ويوم موعود لاشتد حزننا عليك يا إبراهيم وإنا بك لصبون وإنا عليك لمحزنون ... ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٧٧)، وعزاه إلى الإمام أحمد بن عيسى في أماليه ص ٤١١.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب، ج)، أخرجه البخاري في صحيحه: (١/ ٣٦١ رقم ١٠١٤)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ١٨٠٧ رقم ٦٢ - (٢٣١٥).
(٣) في (ب، ج، د): يطيَّب نفس الحي.
(٤) أخرجه الحاكم في مستدركه: (٢/ ٤١١ رقم ٣٤٣٣).
(٥) أخرجه ابن ماجة في سننه: (١/ ٤٩٤ رقم ١٥٥٠)، والترمذي في سننه: (٣/ ٣٥٥ رقم ١٠٤٦)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٢٨٢ رقم ١٠٥٣٧)، وابن حبَّان في صحيحه: (٧/ ٣٧٦ رقم ٣١٠٩)
(٦) أخرجه ابن حبَّان في صحيحه: (٧/ ٣٧٦ رقم ٣١١٠).
(٧) خيثمة بن عبد الرحمن بن أَبي سبرة الجعفي، لأبيه ولجده صحبة. ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٨/ ٣٧٠ رقم ١٧٤٧).
(٨) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: (٣/ ١٩ رقم ١١٦٩٨).