قوله: الباب السابع والثلاثون: في الدعاء في صلاة الجنازة
  وعن علي #: أنه قَامَ عَلَى قَبْر يَزِيدَ بْنِ الْمُكَفَّفِ(١) فَقَالَ: «اللَّهُمَّ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ نَزَلَ بِكَ الْيَوْمَ، وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ، اللَّهُمَّ وَسِّعْ لَهُ مُدْخَلَهُ، وَاغْفِرْ لَهُ ذَنْبَهُ، فَإِنَّا لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ». رواه ابن أبي شيبة(٢).
  وعن عثمان كَانَ النَّبِيُّ ÷ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثَبُّتِ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ» رواه أبو داود، والحاكم(٣)، وروى ابن أبي شيبة عن المزني(٤) أنه يستحب عند رفع السَّرِيرَ بالميت أن يقال: بِسْمِ اللهِ والتسبيح(٥) - والظاهر منه التسبيح المعهود المعروف.
  قلت: فأما الذكر عند حمل الجنازة إلى المقبرة فلم يؤثر في ذلك شيء، بل قال العلامة أحمد بن شايع الدعامي اللوزي(٦) في رسالته «الرد على الصوفية وبدعهم»(٧) وذكر أقوال الأئمة $، ومما استطرده الرد على بدعتين وهما: التهليل المعروف عند حمل الجنازة، والسبعون الألف التي يهلل بها بعد من يموت.
  فأما الأولى: فقال: روى الدواري(٨) في تعليقه على اللمع، عن القاسم بن
(١) في النسخ يزيد بن مخنف، وما أثبت من كتب الحديث، تابعي من أهل المدينة توفي في أيام الإمام علي له ذكر وليست له رواية ابن سعد، الطبقات الكبرى ٥/ ٣٣، ٦/ ٢٤٢، ينظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى: (٦، ص ٢٤٢ رقمر ٥٢٣٢).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: (٦/ ١٠٧ رقم ٢٩٨٥٢).
(٣) أخرجه أبو داود في سننه: (٥/ ١٢٧ رقم ٣٢٢١)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٥٢٦ رقم ١٣٧٢)، و ابن أبي شيبة في مصنفه: (٦/ ١٠٧ رقم ٢٩٨٥٢)، وابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٥٣٧ رقم ٥٨٥)، وأحمد بن حنبل في فضائل الصحابة: (١/ ٤٧٥) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ".
(٤) بكر بن عبد الله المزني أبو عبد اله البصري تابعي فقيه، ومحدث توفي سنة ١٠٦ هـ وقيل سنة ١٠٨، روى له الجماعة، ينظر المزي تهذيب الكمال ٤/ ٢١٦ رقم ٧٤٧.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: (٣/ ٥٧ رقم ١٢٤٣٨ - ١٢١٩٠).
(٦) أحمد بن شايع بن محمد اللوزي، فقيه، عالم، ناسك، عابد، سكن مدينة ثُلأ، وعاصر الإمام الحسن بن علي بن داود #، توفى سنة (١٠٨٠ هـ). ينظر: الوجيه، أعلام المؤلفين الزيدية: (١/ ١٢٦).
(٧) العلامة أحمد بن شايع الدعامي اللوزي، الرد على الصوفية وبدعهم (مخطوط)، منه نسخة بمكتبة الجامع الكبير برقم ٣٠٧٨.
(٨) أحمد بن عبد الله بن الحسن بن عطية بن محمد بن المؤيد، الدواري، اليمني، الصعدي، عالم كبير، فقيهٌ، =