الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب السابع والثلاثون: في الدعاء في صلاة الجنازة

صفحة 500 - الجزء 1

  وروى أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن أبي حريصة - |(⁣١) في كتاب الزهد والإرشاد في الباب الثالث والتسعين في ذكر الجنائز:

  روى أبو ذر عن النبي ÷ (أنه قال)⁣(⁣٢): «إِذَا اَتبَعْتَ الجِنَازةَ فَلْيَكُنْ عَمَلُكَ الفِكرُ والخُشُوعُ، واَعْلَمْ أَنَّكَ لَاحِقٌ بِهَا»⁣(⁣٣).

  وروي عنه ÷ أنه قال: "اخْفِضْ صَوْتَكَ عِنْدَ الجَنَائِزِ، وَعِنْدَ القِتَالِ، وَعِنْدَ القُرْآنِ»⁣(⁣٤). قال: وكُنَّا نتبع الجنائز فما نرى إلا متقنعًا باكيًا أو منفردًا مفكرًا.

  وعن قيس بن عبادة قال: «كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ÷ يَسْتَحِبُّونَ خَفْضَ الصَّوْتِ عِنْدَ الْقِتَالِ، وَعِنْدَ الْقُرْآنِ، وَعِنْدَ الْجَنَائِزِ»⁣(⁣٥).

  وعن الحسن: كانوا يعظمون الموت أن ترفع عنده الأصوات.

  وروى الإمام المنصور بالله # في الاختيارات المنصورية أنه يُستحبُّ خفض الصوت خلف الجنائز؛ لما روي: «ثلاثة مواطن يستحبُّ خفض الأصوات فيها: عند القتال، وعند الذكر، وعند اتباع الجنائز»⁣(⁣٦).

  وروي في كتاب حياة القلوب وتنبيه الغارقين في الذنوب عن النبي ÷ أنه قال: «يَا أَبَا ذَر اخفِضْ صَوتَكَ عَن الجَنَائِزِ، وَعِندَ القِتَالِ، وَعِندَ القُرآنِ، يَا أَبَا ذَر (إذا اتبعْتَ جَنَازَة)⁣(⁣٧). فَلْيَكُنْ عَمَلُكَ فِيهَا التَّفَكُّرَ والخُشُوْعَ، واعْلَمْ أَنَّكَ لَا حِقٌ بِها»⁣(⁣٨).

  وروى النووي في كتاب الأذكار قال: واعلم أن الصوابَ المختارَ ما كان عليه السلفُ ¤: من السكوتُ في حال السير مع الجنازة، فلا يُرفع صوتٌ


(١) علي بن أحمد بن أبي حريصة أبو الحسن، أديب، فقيه، شاعر، توفي سنة (٣٢٥ هـ). ينظر: المؤيد بالله، طبقات الزيدية: (٢/ ١٢٥ رقم ٤٢٢).

(٢) ما بين القوسين ساقط من (ج).

(٣) ذكره العلامة المجلسي في بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان (١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م): (٧٤/ ٨٢)

(٤) المصدر نفسه: (٧٤/ ٨٢).

(٥) أورده عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي، التركي ثم المرْوزي (المتوفى: ١٨١ هـ) في الزهد والرقائق، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية، بيروت (د، ط) (د، ت). (١/ ٨٣ رقم ٢٤٧).

(٦) ينظر: الإمام المنصور بالله، الاختيارات المنصورية: (مخطوط).

(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب).

(٨) ينظر: حياة القلوب وتنبيه الغارقين في الذنوب: (مخطوط).