قوله: الباب السابع والثلاثون: في الدعاء في صلاة الجنازة
  وروى أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن أبي حريصة - |(١) في كتاب الزهد والإرشاد في الباب الثالث والتسعين في ذكر الجنائز:
  روى أبو ذر عن النبي ÷ (أنه قال)(٢): «إِذَا اَتبَعْتَ الجِنَازةَ فَلْيَكُنْ عَمَلُكَ الفِكرُ والخُشُوعُ، واَعْلَمْ أَنَّكَ لَاحِقٌ بِهَا»(٣).
  وروي عنه ÷ أنه قال: "اخْفِضْ صَوْتَكَ عِنْدَ الجَنَائِزِ، وَعِنْدَ القِتَالِ، وَعِنْدَ القُرْآنِ»(٤). قال: وكُنَّا نتبع الجنائز فما نرى إلا متقنعًا باكيًا أو منفردًا مفكرًا.
  وعن قيس بن عبادة قال: «كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ÷ يَسْتَحِبُّونَ خَفْضَ الصَّوْتِ عِنْدَ الْقِتَالِ، وَعِنْدَ الْقُرْآنِ، وَعِنْدَ الْجَنَائِزِ»(٥).
  وعن الحسن: كانوا يعظمون الموت أن ترفع عنده الأصوات.
  وروى الإمام المنصور بالله # في الاختيارات المنصورية أنه يُستحبُّ خفض الصوت خلف الجنائز؛ لما روي: «ثلاثة مواطن يستحبُّ خفض الأصوات فيها: عند القتال، وعند الذكر، وعند اتباع الجنائز»(٦).
  وروي في كتاب حياة القلوب وتنبيه الغارقين في الذنوب عن النبي ÷ أنه قال: «يَا أَبَا ذَر اخفِضْ صَوتَكَ عَن الجَنَائِزِ، وَعِندَ القِتَالِ، وَعِندَ القُرآنِ، يَا أَبَا ذَر (إذا اتبعْتَ جَنَازَة)(٧). فَلْيَكُنْ عَمَلُكَ فِيهَا التَّفَكُّرَ والخُشُوْعَ، واعْلَمْ أَنَّكَ لَا حِقٌ بِها»(٨).
  وروى النووي في كتاب الأذكار قال: واعلم أن الصوابَ المختارَ ما كان عليه السلفُ ¤: من السكوتُ في حال السير مع الجنازة، فلا يُرفع صوتٌ
(١) علي بن أحمد بن أبي حريصة أبو الحسن، أديب، فقيه، شاعر، توفي سنة (٣٢٥ هـ). ينظر: المؤيد بالله، طبقات الزيدية: (٢/ ١٢٥ رقم ٤٢٢).
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٣) ذكره العلامة المجلسي في بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان (١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م): (٧٤/ ٨٢)
(٤) المصدر نفسه: (٧٤/ ٨٢).
(٥) أورده عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي، التركي ثم المرْوزي (المتوفى: ١٨١ هـ) في الزهد والرقائق، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية، بيروت (د، ط) (د، ت). (١/ ٨٣ رقم ٢٤٧).
(٦) ينظر: الإمام المنصور بالله، الاختيارات المنصورية: (مخطوط).
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب).
(٨) ينظر: حياة القلوب وتنبيه الغارقين في الذنوب: (مخطوط).