الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب السابع والثلاثون: في الدعاء في صلاة الجنازة

صفحة 503 - الجزء 1

  كما أجاب عن ذلك السيد العلامة أحمد بن الحسن⁣(⁣١) من أولاد الإمام يحيى بن حمزة⁣(⁣٢) # وأصناؤه فما قالوه: ولا يخفى أن هذا الحديث الذي تمسَّكوا به - يريد فريق الصوفية ومن وافقهم - فقد رُوي عن الشيخ أبي زيد القرطبي⁣(⁣٣). قال: سمعت في بعض الآثار مَن هللَّ [سبعين]⁣(⁣٤) ألفًا دخل الجنة، ورواية: «من هلَّل أو هُلِّل له سبعين ألفًا كانت فداه من النار»، وهذا كما ترى أخذًا بظاهره من غير إحاطة بمعناه، واكتفاءً بسهلٍ، وفرارًا عمَّا أتعب وأعنى⁣(⁣٥).

  ثم خاضوا في إبطال ذلك وأوسعوا، وبمثل ذلك أجاب السيد العلامة شمس الدين أحمد بن محمد المنتصر⁣(⁣٦)، وبمثله أجاب الفقيه الفاضل أحمد بن [صلاح] حسن الدواري⁣(⁣٧)، وبمثله العلامة محمد بن عبد الله القاعي⁣(⁣٨)، وغيرهم، ولكن ظاهر إنكارهم هو مشوبٌ بما ذكرنا من أن المراد الرد على من جعله جنةً ووقايةً من النار؛ أخذًا بالظاهر.

  فأما لو أوصى موصٍ مثلا بذلك، غير معتقد لتلك العقيدة، وكان من التائبين، وإرادته الشفاعة، وصرف ثوابه إليه (ونحوهما، فلا يبعد صحَّة ذلك كسائر الوصايا الدينية)⁣(⁣٩) من دون نظر إلى العمل بأن أصل ذلك حديث نبوي؛ لأنه داخل في حيِّز الكذب على رسول الله ÷؛ إذ لم يصح له طريقًا صحيحةً مرفوعةً، والله أعلم.


(١) لعله أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن الشرعي وأخوه كانا عالمين وحاكمين وقائمين بمصالح المسلمين بحوث وكانت وفاة أحمد سنة ١٠٦٤، ينظر: روائع البحوث الترجمة رقم ١٧ المكتبة الشاملة.

(٢) يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن إدريس بن جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق، أحد الأئمة الزيدية، ولد بصنعاء سنة (٦٦٩ هـ)، ونشأ على طلب العلم، حتى فاق أقرانه، وصنف التصانيف الكثيرة الحافلة بأنواع العلوم، وجاهد في سبيل الله حتى توفاه الله سنة (٧٤٩ هـ). ينظر: البدر الطالع: (٢/ ٣٣١ - ٣٣٣)، وابن الوزير، الفلك الدوار: (ص ٧٣).

(٣) عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم بْن عيسى أَبُو زيد القُرْطُبيّ المالكيّ، محدث رحل الى المشرق والحجاز، توفي سنة (٢٥٩ هـ). ينظر: الذهبي، تاريخ الإسلام: (٦/ ١١٢ رقم ٣٠٥)، وكحالة، معجم المؤلفين: (٥/ ١١٣).

(٤) في النسخ: سبعين، والصواب ما أثبته في المعقوفتين [سبعون] لأنه نائب فاعل.

(٥) في (د): وهذا كما ترى أخذ بظاهره من غير إحالة معنى، ولعل الصواب ما أثبتناه من باقي النسخ.

(٦) كان من العلماء الأعيان وانتفع به العلماء، وهو من ظفير حجة، في القرن الحادي عشر الهجري.

(٧) أحمد بن صلاح بن حسن الدواري علامة، وفقيه ومحدث مسند، ينظر: ابن أبي الرجال مطلع البدور ١/ ٣٢٤.

(٨) فقيه علامة، كان قاضيا بالطويلة وهو من أعلام القرن الحادي عشر.

(٩) ما بين القوسين ساقط من: (أ، ج).