قوله: الباب التاسع والثلاثون: في زيارة قبور الصالحين
  (وأما أحاديث الخاتمة فهي كما ترى مستغنية عن الذكر والتخريج، أغنانا الله عن مطلق الاحتياج، وأحسن خاتمتنا(١)، وسهل عند فراق الدنيا ميتتنا، وقد ختمنا المختصر بالصلاة على النبي ÷، صلاة نبوية مسلسلة، وهي الصلوات الخمس، وهي واسعة الطرق والرواية والمتن، قد انتهى متنها إلى عشرين طريقا، كل متن يخالف الآخر، جمعها بعض المتأخرين، معتمدا على كتاب القول البديع في الصلاة على الشفيع ÷، لمحمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي(٢)، ومجتبى النسائي وغيره، ولا حاجة لإيرادها، فما رويناه في الأصل مِن أتمِّ الطرق؛ لأن العشرين الطريق المذكورة لم يُذكر فيها التحنن؛ فهي أتم طريق، وباقي الطرق المذكورة ترجع إليها، وتخريج لها على الطريقة التي سلكناها، وأتبعنا الصلاة النبوية بصلاة علوية؛ ليكون مسكا للختام، وعلى محمد وآله (أفضل) الصلاة والسلام عدد المعدودات وإن دقَّت وخفت على الأبصار، وزنة الموزونات وإن بلغ خفاها وخفتها إلى عدم القياس، إلا الوكول إلى علم الله، وملأ ظروف المظروفات، وأضعاف ذلك أضعافا لا يحصيها غير الله، في كل نفس ولمحة ولحظة، وطرفة من كل طارف بعد ذلك، عدد ما وسعه علم (الله)(٣)، صلاة نرجو بها الفوز والشفاعة، وإسبال أستار الألطاف والإنعام في الدارين والنفاعة، وتكون لنا سلما إلى نيل الأوطار، وقضاء الحاجات، وقبول الدعوات، ما دَقَّ وجلَّ، وجلب كل نفع، ودفع كل ضار، إنَّ ربنا على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
  ولما كان في بعض (ألفاظ) الصلوات العلوية (بعض) خفاء ووجازة، ولا غرو فهي جارية على لسانه المتدفق بجواهر الفرات النمير، الذي صَعَّب المرور بساحل ذلك اليم على كل خِرِّيتٍ خبيَر، أردنا أن نبين المشِكلَ منها نقلا عن أمالي الإمام المرشد بالله #، وإيرادا لما أورد.
(١) حيث ذكرها المؤلف ¦ في السفينة في ما يقارب خمس عشرة صفحة ذكر فيها أحوال الموت والقبر والزيارة، وأحوال الآخرة والجنة والنار، ثم ختمها بالحديث المسلسل في الصلوات الإبراهيمة. ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ.
(٢) ذكره السخاوي، القَولُ البَدِيعُ في الصَّلاةِ عَلَى الحَبِيبِ الشَّفِيعِ: (٥١ إلى ٢٥٣).
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب، ج).