تنبيه:
  قال #: (دَاحِيَ الْمَدْحُوَّاتِ)، مَعْنَاهُ: يَا بَاسِطَ الْأَرَضِينَ الْمَبْسُوطَاتِ.
  (وَبارِئَ الْمَسْمُوكَاتِ)، مَعْنَاهُ: يَا خَالِقَ السَّمَوَاتِ الْمَرْفُوعَاتِ، يُقَالُ: قَدْ سَمَكَ الشَّيْءَ إِذَا رَفَعَهُ
  قال الفرزدق:
  إِنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بَنَى لنَا ... بَيْتًا دَعَائِمُهُ أعَزُّ وَأَطْوَلُ(١)
  أَرَادَ رَفَعَ السَّمَاءَ.
  وقوله: (وَجَبَّارُ الْقُلُوبِ عَلَى فِطْرَتِهَا)(٢)، فِيهِ قَوْلَانِ، أَحَدُهُمَا: جَبَرَهَا بِالْإِسْلَامِ، وَالْفِطْرَةُ (الْإِسْلَامُ)(٣)، وَالْقَوْلُ الْأَخِيرُ: أَجْبَرَ الْقُلُوبَ عَلَى الْفِطْرَةِ: أَيْ أَلْزَمَ قُلُوبَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ التَّوْحِيدَ حَتَّى مَا يَقْدِرُونَ عَلَى تَرْكِهِ، وَالْأَوَّلُ هُوَ أَجْوَدُ لِأَنَّ فَعَّالًا يَأْتِي مِنْ (فَعَلَ)، وَقَلَّ مَا يُبْنَى مِنْ (أَفْعَلَ) إِلَّا فِي قَوْلِهِمْ: دَرَّاكٌ مِنْ أَدْرَكَ(٤).
  وَقَوْلُهُ: (الدَّامِغُ جَيْشَاتِ الْأَبَاطِيلِ): الْمُهْلِكُ مَا يَرْتَفِعُ بِهِ الْبَاطِلُ، (وَالنَّكْلُ): الضَّعِيفُ، (وَالقَدَمُ): التَّقَدُّمُ، (وَالْوَهْنُ): الْفُتُورُ، (وَأَوْرَى): أَنَارَ وَأَضَاءَ، (وَالتَّوْرَاةُ): سُمِّيَتْ تَوْرَاةَ؛ لِأَنَّهَا ضِيَاءٌ وَنُورٌ، (وَالْقَبَسُ): النَّارُ فِي الْعُودِ وَمَا يُشْبِهُهُ، (وَالْقَابِسُ): الْمُسْتَضِيءُ، (وَآلَاءُ اللَّهِ): نِعَمُهُ بِأَهْلِهِ، مَعْنَاهُ بِأَهْلِ الْقَبَسِ، (وَاضْطَلَعَ): مَعْنَاهُ نَهَضَ وَقَامَ "(٥).
تنبيه(٦):
  اعلم أنا عند التعرض لهذه الأحاديث المجعولة تخريجًا - وجدنا مع ذلك أدعيةً في صُلب الصلاة تركنا ذكرها متخللةً، وقد نبهنا على ذلك - أعني أن الدعاء في صلب الصلاة مسألة [فيها] خلاف بين أهل البيت مشهور(٧).
(١) ينظر: المبرد، الكامل في اللغة والأدب، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي - القاهرة، ط ٣ (١٤١٧ هـ/ ١٩٩٧ م): (٢/ ٢٢٧).
(٢) وفي نهج البلاغة، الخطبة رقم (٧١) (ص ١٩٤) جابل القلوب - أي خالقها، وطابعها عليه.
(٣) ما بين القوسين من (د).
(٤) ينظر: ابن أبي الحديد (المتوفى: ٦٥٦ هـ): شرح نهج البلاغة، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت (٢/ ٣٥٦).
(٥) ذكره المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ١٦٨ رقم ٦٢٩).
(٦) هذا التنبيه وما بعده إلى نهاية الكتاب لم يرد في النسخ (أ، ب، ج).
(٧) ينظر: الامام المهدي، البحر الزخار: (٢/ ٢٦٢).