تنبيه:
  الحسن وهو: «اللهم اهدني فيمن هديت»(١)، وقد ذكرناه في الأصل في باب الذكر، قال: ولا يقنت في الصلاة إلا بما كان في كتاب الله ø.
  وأما التشهد فالاختلاف فيه أطول، والوارد فيه أكثر، وأعم ما ورد حديث ابن مسعود؛ فإنه على اختلاف طرقه لم يرو فيه في أي طريق ما يخالف أخرى، فأما التشهد المعروف في الأولتين والآخرتين فهو في الأحكام وغيره، وهو مشهور، قال الإمام الهادي #: أحسن ما سمعنا، وما أرى أن يشهد المصلي أن يقول: بسم الله إلى آخره(٢).
  والحاجة إلى حديث ابن مسعود في أمالي أحمد بن عيسى، ففي أمالي أحمد بن عيسى، قال محمد بن منصور، قال: حدثني عَليّ بن أحمد بن عيسى، عن أبيه في التشهد قال: إن شاء تشهد بتشهد عبد الله، وهو مما علمه النبي ÷ وهو: «التَّحِيَّاتُ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ للهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاَتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ». ثُمّ تدعو بعد ذلك بأحسن ما يحضرك. وإن شاء قال: في أول جلسة: «بِسْمِ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ، وَالْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى كُلُّهَا للهِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، (وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ)، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ)، ثُمَّ ينهض، ثُمّ يقول في الجلسة الثانية: «بِسْمِ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ، وَالْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى كُلُّهَا للهِ، وَالصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ الطَّاهِرَاتُ الزَّاكِيَاتُ النَّاعِمَاتُ السَّابِغَاتُ الْغَادِيَاتُ الرَّائِحَاتُ الْمُبَارَكَاتُ، مَا طَابَ وَطَهُرَ وَزَكَا وَخَلُصَ وَنَمَا فَلِلَّهِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْحقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ؛ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِ فَقَدْ غَوَى. أَشْهَدُ أَنَّكَ نِعْمَ الرَّبُّ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا نِعْمَ الرَّسُولُ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وَتَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ وَتَحَنَّنْ عَلَى
(١) ينظر: الإمام الهادي، الأحكام: (١/ ٩٢).
(٢) ينظر: الإمام الهادي، الأحكام: (١/ ٨٦)، ورأب الصدع تخريج أمالي أحمد بن عيسى: (١/ ٢٤٠)، وابن أبي شيبة: (٣٢٧ رقم ٣٧٤٢).