تنبيه:
  مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَحَنَّنْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، السَلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(١)»، فإن أعجلَتْ رجلًا حاجة، فله أن يقطع التشهد من حيث يقول: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله(٢)، وقريب من هذه الرواية في المجموع إلا أنها أخصر(٣).
  قال ابن القيم: روى النسائي من حديث أَبي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ ÷، يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ، وَكَانَ يَقُولُ: «بِسْمِ اللهِ، وَبِاللهِ التَّحِيَّاتُ لله»(٤).
  وذكر مثل حديث ابن مسعود، وفي آخره: أسال الله الجنة، وأعوذ به من النار، قال: وَلَهُ عِلَّةٌ غَيْرُ عَنْعَنَةِ أبي الزبير(٥). قال: وَكَانَ رسول الله ÷ يُخَفِّفُ هَذَا التَّشَهُّدَ جِدًّا حَتَّى كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ، يريد به التشهد الأوسط، وَهِيَ الْحِجَارَةُ الْمُحْمَاةُ(٦).
  أما رواية ابن مسعود في التشهد الأخير، فعنه، قال: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ ÷ التَّشَهُّدَ - كَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ - كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»(٧)، لفظ مسلم عن عبد الله قال: "كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ÷: السَّلَامُ عَلَى اللهِ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ. فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ ÷ ذَاتَ يَوْمٍ:
(١) سورة البقرة: ٢٠١.
(٢) أورده الإمام أحمد بن عيسى في العلوم: (١/ ١٥١).
(٣) ذكره الإمام زيد، المجموع الفقهي والحديثي: (ص ٦١).
(٤) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (١/ ٣٨٠ رقم ٧٦٥).
(٥) محمد بن مسلم القرشي الأسدي، تابعي محدث توفي سنة ١٢٦ هـ روى له الجماعة إلا أن البخاري روى له مقرونا بغيره، المزي تهذيب الكمال ٢٦/ ٤٠ رقم ٥٦٠٢.
(٦) ينظر: ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد: (١/ ٢٣٧).
(٧) أخرجه أحمد في مسنده: (٧/ ٣٩٢ رقم ٤٣٨٢)، والبخاري في صحيحه: (٥/ ٢٣١١ رقم ٥٩١٠).