الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

تنبيه:

صفحة 522 - الجزء 1

  "إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ الحديث⁣(⁣١)، وفيه بعد قوله: الصَّالِحِينَ، «فَإِذَا قَالَهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ»، وبعد الشهادتين يتخير من المسألة ما شاء، وفي لفظ: أن النبي ÷ إِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وذكر بعد قوله: وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فَقَدْ سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَوَاتِ والْأَرْضِ، وفي آخره ثم يستخيره من المسألة ما شاء، متفق عليه⁣(⁣٢)، وقال الترمذي: حديث ابن مسعود، قد روي عنه من غير وجه، وهو أصح حديث في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم⁣(⁣٣)، وثم روايات أُخر، عن ابن عباس في بعضها تنكير السلام، وفي بعضها بتعريفه. ورواه محمدٌ بدون أشهد، والروايات كثيرة في جميع الصحاح وغيرها.

  وعن عائشة قالت: هَذَا تَشَهُّدُ النَّبِيِّ ÷: «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ» رواه البيهقي وساق مثل رواية ابن مسعود⁣(⁣٤).

  قال النووي: وفي هذا فائدة: وهي أن تشهُّدَه ÷ بلفظ تشهُّدُّنا⁣(⁣٥).

  وَقَالَ مُسْلِمٌ: إنَّمَا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى تَشَهُّدِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ لِأَنَّ أَصْحَابَهُ لَا يُخَالِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَغَيْرُهُ قَدْ اخْتَلَفَ أَصْحَابُهُ⁣(⁣٦).

  قَالَ الشَّافِعِيُّ: [لكن] كَيْفَ صِرْتَ إِلَى اخْتِيَارِ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي التَّشَهُّدِ؟ قَالَ: لَمَّا رَأَيْتُهُ وَاسِعًا، وَسَمِعْتُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ صَحِيحًا كَانَ عِنْدِي أَجْمَعَ وَأَكْثَرَ لَفْظًا مِنْ غَيْرِهِ فَأَخَذْتُ بِهِ⁣(⁣٧).

  وأما الصلاة على النبي ÷ فهي ثابته على اختلاف الألفاظ وقد


(١) أخرجه مسلم في صحيحه: (١/ ٣٠١ رقم ٥٥ - (٤٠٢))

(٢) أخرجه البخاري في صحيحه: (١/ ٤٠٣ رقم ١١٤)، ومسلم في صحيحه: (١/ ٣٠١ رقم ٥٥ - (٤٠٢)).

(٣) أخرجه الترمذي في سننه: (٢/ ٨١ رقم ٢٨٩)، وابن أبي شيبة في مصنفه: (١/ ٢٦٠ رقم ٢٩٨٥)

(٤) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى: (٢/ ٢٠٧ رقم ٢٨٤٣).

(٥) ذكره: النووي، الأذكار: (ص ١٤٠).

(٦) ينظر: ابن الملقن، البدر المنير: (٤/ ٣٩)، وابن حجر، التلخيص الحبير: (١/ ٦٣٥ رقم ٤٠٨).

(٧) ينظر: الشافعي، الرسالة، تحقيق، أحمد شاكر، مكتبه الحلبي، مصر، ط ٢ (١٣٥٨ هـ/١٩٤٠ م): (١/ ٢٧٥).