فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  قلت: عده الشيخ المجتهد نزيل حرم الله ضِيَاءُ الدين صالح بن مهدي المقبلي(١) في الأحاديث المتواترة التي جمعها في أبحاثه(٢) أعني لفظ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيُّ مَوْلَاهُ»، وهو من أئمة العلم والتقوى والإنصاف. ومع تصريح الأئمة بتواتره فلا نَمَلُ بإيراد طُرقه بل نتبرك ببعض منها.
  قال المحب الطبري | [٦٧] عن البراء بن عازب ¥ قال: كُنَّا عند النبي ÷ في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا: الصَّلَاةَ، وكُسِحَ لرسول الله تحت الشجرة فصلى الظهر، وأخذ بيد علي #، وقال: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله؛ فأخذ بيد علي وقال: «اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وعَادِ مَنْ عَادَاهُ»! قال: فَلَقِيَهُ عمر بعد ذلك فقال: «هَنِيئًا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيتَ مَوْلَايَ وَمَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ ومُؤْمِنَةٍ»! أخرجه أحمد في مسنده، وأخرجه في المناقب من حديث عمر، وزاد بعد قوله: «وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ» قال شعبة أو قال: «وَأَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ»(٣). وعن زيد بن أرقم قال: استنشد علي بن أبي طالب الناس، فقال: أَنْشُدُ الله رَجُلًا سمع النبي ÷ يَقُولُ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللهم وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ»؛ فقام ستة عشر رجلًا فشهدوا. وعن يزيد بن أبي زياد، [عن عبدالرحمن بن أبي ليلى] قال: سمعت علي بن أبي طالب ينشد الناس فقال: أنشد الله رجلًا مسلما سمع النبي ÷ يقول يوم غدير
= أعلام النبلاء ٨/ ٣٣٤، وقال: حديث حسن عالٍ جدا.
السَّابِعَةَ عَشْرَةَ: عن عمارة: مختصر زوائد البزار ٢/ ٣٠٥ رقم ١٩٠٧.
(١) ولد سنة ١٠٤٧ هـ، مفسر، ومحدث، وفقيه أصولي، مجتهد، مصنف مكثر، ت: ١١٠٨: له العلم الشامخ طبع، والأبحاث المسدة طبع، والإتحاف لطلبة الكشاف، وغيرها. ينظر نشر العرف ١/ ١١٨١، وأعلام المؤلفين الزيدية ص ٤٩١، والبدر الطالع ١/ ١٨٨.
(٢) الأبحاث المسددة ٢٤٤، وابن أبي شيبة ٧/ ٣٧٢ برقم ٣٢١٨٨، وكفاية الطالب، ٦٢، والبداية والنهاية لابن كثير ٧/ ٣٨٦، ووفاء الوفاء ٣/ ١٠١٨، والجامع الكبير ١٦/ ٢٥١ برقم ٢٥١، وخصائص النسائي ١٠٠.
(٣) فضائل الصحابة ٢/ ٧٣٨ رقم ١٠١٦، و ٢/ ٧٥٥ رقم ١٠٤٢، وأحمد ٦/ ٤٠١ رقم ١٨٥٠٦، والذخائر ٦٧.