الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

مقدمة الطبعة الثانية

صفحة 3 - الجزء 1

  

مقدمة الطبعة الثانية

  لَا عَذَّبَ اللهُ أُمِّي أَنَّهَا شَرِبَتْ ... حُبَّ الْوَصِيِّ وَأَسْقَتْنِيهِ فِي اللَّبَنِ

  وَإِنَّ لِي وَالِدًا يَهْوَى أَبَا حَسَنٍ ... وَإِنَّنِي مِثْلُهُ أَهْوَى أَبَا حَسَنٍ

  ومن حبي لأبي الحسن، وحبي لجميع المسلمين أريد أن أزيل ما لحق بصورة التشيع في علي # من تشويه: إما من صناعة النواصب، وإمام من المبالغة في الحب؛ وقد حذر الإمام علي بغضه، والإفراط في حبه؛ فقال: «هلك في اثنان: محب غال، ومبغض قال»؛ ولأن المذهب الزيدي الشريف مؤسس على الاعتدال، إلا أنه بسبب تَبَنّيهِ مبدأ الخروج على الظلمة، وخروج الأئمة وأنصارهم منذ نهوض الإمام زيد # وحتى الساعة - قد جَلَبَ عليه نقمة مَنْ خرجوا عليهم، ونظروا إلى المذهب ورجاله بالعين الحمراء؛ ولأن المذهب ثابت تحت راية الإمام علي؛ فلا يُنتظر من السلطات المستبدة وعلمائها أن ينظروا بعين الرضى لمن يتهدد وجودهم، ويشكل الخطر الداهم على استبدادهم وظلمهم؛ فكثفوا حملات التشكيك، ونبزوهم بالابتداع، والرفض، وأذاعوا عليهم كذبًا كثيرا، وبهتانًا وإثمًا كبيرًا، وتكاثفت سُحُبُ التضليل، وتلبدت غيوم الريبة، وحجبت الرؤية السليمة عن السواد الأعظم من المسلمين الواقعين في قبضة الجبارين؛ ومن أجل أن نسهم في تخليص هذا الجمهور الكريم من تحمل إثم الظلم الذي ورثوه ضد الأبرياء الذين يعملون بالكتاب، والسنة، ويتحرون الحق، وبه يعدلون، وعلى رأسهم أبناء المذهب الزيدي الذي يتشيعون ويتسنون حسب أدلة الكتاب والسنة والعقل؛ فقد حققنا كتابًا في جمع غرر فضائل الإمام علي #، ونقل لنا صورة التشيع الذي يعتقده إمام من كبار المحدثين، لو أنه عاش في الحواضر الإسلامية الكبيرة كالقاهرة ونحوها لفاقت شهرته ابن حجر العسقلاني، والذهبي، لكنه زاحم أئمة الحديث، وذاع صيته، وعرف بالأنظار