واللهِ لا يُدْفَنُ هناك أَبَدًا؛ مَنَعُوا عُثمَانَ مِنْ دَفْنِهِ في المقبرة، ويُرِيدُونَ دَفْنَ الحسن في بيت عائشة! فَبَلَغَ ذلك الحسينُ؛ فَدَخَلَ هو ومن معه في السلاح! فبلغ ذلك مروان فاسْتَلامَ في الحديد أيضًا، وبلغ ذلك أبا هريرة فقال: واللهِ مَا هُوَ إِلا ظُلْمُ؛ يُمْنَعُ الحَسَنُ أَنْ يُدْفَنَ مع أبيه؟ والله إِنَّهُ لَابْنُ رَسُولِ الله، ثُمَّ انْطَلَقَ إلى الحسين فَكَلَّمَهُ ونَاشَدَهُ الله، وقال: أليس قال أخوك: إِنْ خِفْتَ يكون قِتَالًا فَرُدَّنِي إلى مقبرة المسلمين؟ ولم يزل به حتى فَعَلَ وحَمَلَهُ إلى البقيع، فلم يَشْهَدْهُ يومئذ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ إِلا سعيد بن العاص، وكان يومئذ أَمِيرًا على المدينة، فَقَدَّمَهُ الحسينُ في الصلاة وقال: هِيَ السُّنَّةُ، وخَالِدُ بْنُ الوليد بن عقبة ناشد بني أُمَيَّةَ أَن يُخَلُّوهُ يشهد الجنازة؛ فتركوه؛ فشهد دفنه، ودفن إلى جنب أمه فاطمة ^ وعنهم أجمعين⁣^(⁣١).

ذِكْرُ وَفَاةِ الْحُسَيْنِ السَبْطِ #، وَمَا فَازَ بِهِ مِنَ الشَّهَادَةِ

  قتل سلام الله عليه وعلى آبائه، ولَعْنَةُ الله على قاتله - في يوم الجمعة لعشر خلت من المحرم سنة ستين، وقيل: إحدى وستين، بموضع يقال له: كربلاء من أرض العراق بناحية الكوفة، ويُعْرَفُ الْمَوضِعُ أيضًا بالطَّفٌ، قَتَلَهُ سَنانُ بْنُ أنس النخعي لعنه الله، وقيل: رجل من مذحج⁣^(⁣٢)، وقيل: شَمِرُ بن ذي الجَوْشَنِ لعنهم الله. ويُرْوَى أَنه قُتِلَ معه سَبْعَةٌ وعشرون رجلًا من ولد فاطمة &⁣^(⁣٣).

(١) الاستيعاب ١/ ٤٤٢، وذخائر العقبي ١٤٣.

(٢) مَذْحِجُ: أكمة حمراء باليمن، وتضم قبائل مراد، وعنس، والحداء، وبنو الريان، وزُبيد وغيرها، ومركز قبائل مذحج اليوم في نواحي ذمار، وفي دثينة من أبين، وفي مدينة الزاهر من بلاد البيضاء، القاموس ص ٢٤٣، ومعجم البلدان ٢/ ١٤٧٢.

(٣) وقد ذكر الفضيل بن الزبير بن عمر بن درهم الكوفي الأسدي - من أنصار الإمام زيد - أسماء من استشهد مع الإمام الحسين في كتابه (تسمية من قتل مع الحسين من ولده وإخوته وأهل بيته وشيعته) طبع ضمن مجلة تراثنا العدد الثاني، وإليك أسماء من ذكرهم: من صلب الإمام علي: ١ - العباس، وأمه أم البنين بنت حزام بن خالد العامري. ٢ - جعفر، وأمه أم البنين. ٣ - عبد الله، وأمه أم البنين. ٤ - محمد الأصغر. ٥ - أبو بكر، وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد التميمي. ٦ - عثمان، وأمه أم البنين. ومن صلب الحسن بن علي: ٧ - أبو بكر، وأمه أم ولد. ٨ - عبدالله، وأمه أم ولد. ٩ - القاسم، وأمه أم ولد. ومن صلب الحسين بن علي: ١٠ - علي الأكبر، وأمه ليلى بنت أبي مرة الثقفي. ١١ - عبدالله، وأمه =