(ذكر أن جمعا من الصحابة لما سئلوا أحالوا في السؤال عليه)
  علي # أنه ÷ قال: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْ لِسَانَهُ، وَاهْدِ قَلْبَهُ».
  وأخبر ÷ أنه تعالى فَعَلَ ذلك - كما أخرجه أحمد وغيره من حديث علي # - قال: لما بعثني رسول الله ÷ إلى اليمن قاضيًا، وأنا حديث السن؛ فقلت: يا رسول الله تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علم لي بالقضاء؟ قال: «إِنَّ اللَّهَ سَيَهْدِي لِسَانَكَ، ويُثَبِّتُ قَلْبَكَ»! قال: فَمَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءِ بين اثْنَيْنِ! وناهيك به عِلْمًا أنه لم يكن أحد من أصحابه ¤ يقول: سَلُونِي غَيْرَهُ - كما أخرجه أحمد في المناقب، عن سعيد بن المسيب قال: لَمْ يَكُنْ أحد من أصحاب رسول الله ÷ يقول: سَلُونِي إِلَّا عَلِيًّا. وأخرجه البغوي(١) في المعجم، وأبو عُمَرَ، ولفظه: ما كان أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يقول: سَلُونِي غَيْرُ عَلِيّ بْن أبي طالب(٢). وعن أبي الطفيل قال: شَهِدتُّ عَلِيًّا يقول: سَلُونِي فَوَاللهِ لا تَسْأَلُونِي عَن شَيْءٍ إِلا أَخْبَرْتُكُمْ! وسَلُونِي عن كِتَابِ اللهِ؛ فَوَ اللهِ ما مِنْ آيَةٍ إِلَّا وأَنا أَعْلَمُ أَبِلَيْلٍ نَزَلَتْ أَمْ بِنَهَارٍ! أَمْ في سَهْلِ أَمْ في جَبَلٍ!، أخرجه أبو عمر. ونَاهِيْكَ به عِلْمًا أنه رَجَعَ الصحابة ¤ في عِدة من القضايا التي يَحَارُونَ فيها إليه كما أشار إليه قوله:
  ٤١ - كَمْ قَضَايَا حَارَ صَحْبُ المُصْطَفَى ... عِنْدَهَا أَبْدَى لَا حُكْمًا جَلِيا
  فإنه قد ثبت رجوع الصحابة إليه في عِدَّةِ مَسَائِلَ مُشْكِلَةٍ.
  قال المحب الطبري [الذخائر ٧٩]:
(ذِكْرُ أَنَّ جَمْعًا مِنَ الصحابةِ لَمَّا سَئِلُوا أَحَالُوا في السُّؤَالِ عليه)
  عن أُذينة العبدي(٣) قال: أتيتُ عُمَرَ فَسَأَلْتُهُ مِنْ أَينَ أَعْتَمِرُ؟ فَقَالَ: ائْتِ عَلِيًّا
(١) أبو القاسم عبدالله بن محمد بن عبد العزيز، ولد سنة ٢١٣ هـ حافظ للحديث، ت: ٣١٧ هـ، له معجم الصحابة. الأعلام ٤/ ١١٩.
(٢) فضائل الصحابة ٢/ ٨٠٢ رقم ١٠٩٨، ومصنف ابن أبي شيبة ٥/ ٣١٢ رقم ٢٦٤٢٠، وأسد الغابة ٤/ ٩٥، والاستيعاب ٣/ ٢٠٦، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٣٩٧ - ٤٠٠، وذخائر العقبى ص ٨٣.
(٣) مختلف في صحبته، كان رأس عبد القيس بالبصرة زمن عثمان وله ذكر في الجمل، وقد ولي لزياد ولايات. الإصابة ١/ ٤٠، وأسد الغابة ١/ ١٨٣.