الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ذكر مصارعتهما بين يديه ÷

صفحة 282 - الجزء 1

  وأخرج الدولابي عن أم عثمان - أم ولد لعلي # - قالت: كان لآل رسول الله ÷ وِسَادَةٌ يَجْلِسُ عليها جبريل # لا يجلس عليها غيره، فإذا عُرِجَ رُفِعَتْ وكان إذا عُرِجَ انْتَفَضَ فَيَسْقُطُ مِنْ زَغَبٍ رِيْشِهِ فَتَقُومَ فاطمة & فَتَتْبَعُهُ فَتَجْعَلُهُ في تَمَائِم الحسن والحسين @(⁣١).

ذِكْرُ مُصَارَعَتِهِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ÷

  أخرج ابن المُثَنَّى⁣(⁣٢) في معجمه⁣(⁣٣)، عن أبي هريرة قال: كان الحسن والحسين يصطرعان بين يدي النبي ÷، فكان رسول الله ÷ يقول: هيه يا حَسَنُ! فقالت فاطمة: يا رسولَ اللهِ لِمَ تقولُ: هِيْهِ يا حَسَنُ؟ قال: إِنَّ جبريل يَقُولُ: هِيه يا حسين! وأخرج ابْنُ بِنْتِ مَنِيعٍ⁣(⁣٤)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أَنَّ الحسنَ والحسينَ كَانَا يَصْطَرِعَانِ فَاطَّلَعَ عَلى على رسول الله ÷ وهو يَقُولُ: وَيْهَا للحسن! فقال علي: يا رسول الله عَلَى الحسين؟! فقال النبي ÷: إِنَّ جبريل يقول: وَيْها للحسين. شرح (ويه) كلمة للاستحثاث ذكره الجوهري [٢/ ٥٦٥]، وهو تحريض كما يُقال: دُونَكَ يافلان⁣(⁣٥).

ذِكْرُ أَنَّهُمَا يُحْشَرَان يَومَ القِيَامَةِ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ وَالْقَصْوَاءِ

  أخرج الحافظ السلفي عن أبي هريرة عنه ÷ قال: «يُبْعَثُ الأنبياء على الدَّوَابِّ، ويُحْشَرُ صالح على ناقته، وابنا فاطمة على ناقتي العضباء والقَصْوَاءِ، وَأُحْشَرُ أَنَا عَلَى البَرَاقِ: خَطْوَتُهَا عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهَا، ويُحْشَرُ بِلَالٌ على نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الجَنَّةِ»⁣(⁣٦).


(١) الذرية الطاهرة ص ١٢١، لعله مما ينسج حول عظماء التاريخ.

(٢) هو أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، محدث حافظ مشهور، توفي سنة ٣٠٧ هـ، سير أعلام النبلاء ١٤/ ١٧٧.

(٣) الذخائر ١٣٤، وتاريخ دمشق ١٤/ ١٦٥، والإصابة ١/ ٣٣١ رقم ١٧٢٤، وأسد الغابة ٢/ ٢٦ رقم ١١٧٣.

(٤) أبو القاسم عبد الله بن محمد بن العزيز البغوي، ولد سنة ٢١٤ هـ، محدث، حافظ، مصنف، توفي سنة ٣١٧ هـ، وله معجم الصحابة، والجعديات، سير أعلام النبلاء ١٤/ ٤٤٠، والكامل ٤/ ٢٦٧.

(٥) ذخائر العقبى ص ١٣٤، والاستيعاب ٢/ ٦٢.

(٦) تاريخ بغداد ٣/ ١٤١، والحاكم ٣/ ١٥٢، وتاريخ دمشق ١٠/ ٤٥٨، وفرائد السمطين ٢/ ١٠١ رقم =