ذكر بني أمية وقصدهم هدم مناقب أمير المؤمنين #
ذكرُ بَنِي أُمَيَّةَ وقَصْدِهِمْ هَدَمَ مَناقِب أمير الْمُؤْمِنِينَ #
  وقد وَلِيَتْ بَنُو أُمَيَّةَ الإمارةَ الْمُدَّةَ الطويلة، وبالَغَتْ فِي هَدْمِ شَرَفِهِ الرَّفِيعِ، ونَهَتْ عَنِ التَحَدُّثِ بفضائلِهِ، وأَظْهَرَتْ عَدَاوَتَهُ، وأَمَرُوا بِسَبِّهِ(١)، وَطَوَوْا ذِكْرَ
(١) رفع ديننا الحنيف من قدر المسلم، وحصن عرضه وماله ودمه؛ فرسولنا الأعظم ÷ يقول: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»! فكيف يكون الحال مع سب أول هذه الأمة إسلاما؟! والذي يندرج تحت إطار هذا الحديث بالإضافة إلى خصوصيته بأن حُبَّه إيمان وبغضه نفاق، بل إن سبه سب لرسول الله ÷، وأذية بالغة له طالما استنكرها كثير من الصحابة، ولا عجب؛ فرسولنا الكريم ÷ كان على علم بمجريات كثيرة أخبر عنها! وما سب الإمام علي # على منابر المسلمين في فترة مظلمة من حياة الأمة إلا أكبر شاهد على صدقه ÷، فعلى المنابر التي كان لسيفه شرف انتصابها صار يُلْعَنُ ويتجرأ البعض بسب فاطمة والحسنين $، حتى قال شاعر آل البيت:
أعلَى الْمَنَابِرِ تُعْلِنُونَ بسبه ... وبِسَيْفِهِ نُصِبَتْ لَكُمْ أَعْوَادُهَا
وخلاصة القول: إن معاوية أمر بسبه على الملأ، وعلى المنابر، وقد ذَكَرَ أَمْرَ معاوية لسعد مُسْلِمٌ ٤/ ١٨٧٠ رقم ٢٤٠٤: عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبّ أَبَا التُّرَابِ؟ فَقَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ÷ فَلَنْ أَسْبَهُ، لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ! سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَقُولُ لَهُ - خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ - فَقَالَ لَهُ عَلِي: يَا رَسُولَ اللهِ خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي»؟! وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ»! قَالَ: فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ: «ادْعُوا لِي عَلِيًّا» فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ، وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ! وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ} دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ÷ عَلِيَّا، وَفَاطِمَةَ، وَحَسَنًا، وَحُسَيْنًا، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلي»، وأخرجه الترمذي ٥/ ٥٩٦ رقم ٣٧٧٤، وقال ابن حجر في الإصابة ٢/ ٥٠٣: إسناده قوي والنسائي في الخصائص ص ٣٧ رقم ١١، و ٧٣ رقم ٥٤، والحاكم في المستدرك ٣/ ١٠٣ وقال فيه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأخرجه البزار في مسنده ٣/ ٣٢٤ رقم ١١٢٠، والنسائي في السنن الكبرى ٥/ ١٠٧ رقم ٨٣٩٩ ورقم ٨٤٣٩، وابن كثير في البداية والنهاية ٧/ ٣٧٦، وهو في تاريخ دمشق ٤٢/ ١١١، وتاريخ الإسلام (عهد معاوية) ١٩٣ - ١٩٤، والعقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي ٢/ ١٢٧ وهو أموي، ومنهاج السنة ٥/ ٤٠ - ٤٢. وفي أسد الغابة ١/ ١٣٤، والإصابة ١/ ٧٧ عن شمر بن جوشن أنه قال: وأقام أي معاوية - خطباء يشتمون عَلِيًّا ¥ ويقعون فيه. ولم يقتصر السَّبُّ على الشام بل تجاوزها إلى سائر الأقطار. وذكر مسلم ٤/ ١٨٧٤ رقم ٢٤٠٩ عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليًّا! قال: فأبى سهل، فقال له: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا التراب! فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب، وإن كان ليفرح إذا دعي بها، فقال له: أخبرنا عن قصته لم سمي =