الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

وإذا قد ذكرنا اسمه # فنذكر صفته #:

صفحة 35 - الجزء 1

  انتهى كلام المحب [٥٧].

  وفي الدر المنثور في تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٞۖ وَلِكُلِّ قَوۡمٍ هَادٍ ٧}⁣[الرعد: ٧]؛ قال النبي ÷: «يَا عَلِيُّ أَنَا الْمُنْذِرُ وَأَنْتَ الْهَادِي»⁣(⁣١).

  وفي الكشاف في تفسير قوله تعالى: {وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ ١٢}⁣[الحاقة: ١٢]؛ أن النبي ÷ قال لعلي عند نزولها: «سَأَلْتُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَهَا أُذُنَكَ يَا عَلِيُّ»، قَالَ #: فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَ؛ وَمَا كَانَ لِي أَنْ أَنْسَى. ومثله في غيره من كتب التفسير⁣(⁣٢). ومعنى بيضة البلد: وَاحِدُهُ الَّذِي يُجْتَمَعُ إليه ويُقْبَلُ، قوله قاله في القاموس [٨٢٣]. ويأتي في شعر أخت عمر وذِكْرُهُ:

  وَكَانَ يُدْعَى قَدِيمَا بَيْضَةَ الْبَلَدِ

  [أمالي أبي طالب ٩٦]

وإذا قد ذكرنا اسمه # فنذكر صفته #:

  قال المحب الطبري ¦ [٥٧]: كان # رَبَّعَةً من الرجال، أدعج العينين عظيمهما، حَسَن الوجه كأنه القمر ليلة البدر، عظيم البطن إلى السَّمَنِ، عريض ما بين المنكبين، لمنكبه كمُشَاش كمشاش السَّبْعِ الضَّارِي، لا يَبِينُ عَضُدُهُ من ساعده، قد أُدْمِج إدماجا، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ⁣(⁣٣)، عظيم الكراديس، أَغْيَدَ كَأَنَّ عُنْقَهُ


(١) قال في الدر المنثور ٤/ ٨٧ والحديث أخرجه الطبري ١٣/ ٤٢ في تفسيره عن ابن عباس، وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي، وابن عباس عن علي كما في الدر المنثور ٤/ ٨٧. والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ٧/ ١٥٩ رقم ١٥٨، والطبراني في الأوسط ٢/ ٩٤ رقم ١٣٦١، ٥/ ١٥٤ رقم ٤٩٢٣، والحاكم ٣/ ١٣٠، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٣٤١ - ٣٤١، وابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٢٥ عن علي، وابن عباس، وعن أبي جعفر بن محمد بن علي.

(٢) الكشاف ٤/ ٦٠٠، وتفسير الثعلبي ١٠/ ٢٨، وتفسير الطبري ٢٩/ ٦٩، والدر المنثور ٦/ ٤٠٧، وتفسير الماوردي ٦/ ٨٠، وحلية الأولياء ١/ ١٠٨، ومختصر ابن عساكر ١٨/ ١٠، وتفسير القرطبي ١٨/ ١٧١، وتفسير البحر المحيط ٨/ ٣٢٢، و أسباب النزول للواحدي ٢٤٩، والفخر الرازي مج ١٥ / ج ٣٠/ ١٠٨، وشواهد التنزيل للحسكاني ٢/ ٢٧٢ - ٢٨٤، وابن المغازلي ص ١٩٧ برقم ٣٦٣، ومجمع البيان للطبرسي ١٠/ ١٠٧، والعمدة لابن البطريق ٣٥٢، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٣٦٠.

(٣) شَشْنُ الكَفَّيْنِ والقدمين: أي يميلان إلى الغِلَظ والقِصَرِ، ويحمد ذلك في الرجل؛ لأنه أشد لقبضهم، ويذم في النساء. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ٤٤٤٢، ولسان العرب ١٣/ ٢٣٢، وغريب =