الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ذكر ما ورد من أن الله تعالى يغضب لغضبها ويرضى لرضاها:

صفحة 258 - الجزء 1

  يَبِسَ اتخذوا منه قلادة، قال: وذكر لي بعض أهل اليمن: أن العصب من [سن] دابة بحرية تُسمى فَرَسَ فرعون يُتَّخَذُ منها الخَرَزُ، وَغَيْرُ الخَرَزِ مِنْ نُصُبِ السكاكين وغيره، ويكون أبيض⁣(⁣١)، والعاج شيء يُتَّخَذُ من ظهر السلحفاة⁣(⁣٢).

  وأخرج البخاري وغيره⁣(⁣٣) من حديث علي # قال: إن فاطمة & شكت ما كانت تلقى من أثر الرَّحَى، فَأُتِيَ النبي ÷ بِسَبْي؛ فَانْطَلَقَتْ فلم تجده، فَوَجَدَتْ عائشة فأخبرتها، فلما جاء النبي ÷ أَخْبَرَتْهُ عائشة بمجيء فاطمة، فجاء النبي ÷ إلينا وقد أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ لِأَقومَ، فقال: على مكانكما، فَقَعَدَ بيننا حتى وجدتُ برد قدميه على صدري، فقال: «أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبَّرَا أَرْبعًا وثلاثين، وسَبْحَا ثَلَاثًا وثلاثين، وتَحَمَّدًا ثَلَاثًا وثلاثين؛ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ»، وَرَدَ هذا من طرق عديدة بألفاظ مختلفة.

ذكر ما ورد من أن الله تعالى يغضب لغضبها ويرضى لرضاها:

  أخرج أبو سعيد في شرف النبوة، والإمام علي بن موسى @ في مسنده، وأبو المثنى في معجمه، عن علي # أن رسول الله ÷ قال: «يا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ


(١) النهاية ٣/ ٢٥٤، والقاموس ص ١٤٨.

(٢) العاج: أنياب الفيل، قال الليث: ولا يسمى غير الناب عاجا، والعاج ظهر السلحفاة البحرية، وعليه يحمل أنه كان لفاطمة ^ سوار من عاج، ولا يجوز حمله على أنياب الفيلة؛ لأن أنيابها ميتة. مصباح المنير ٢٥٩، ومعالم السنن ٤/ ٤٢٠.

(٣) البخاري ٣/ ١٣٥٨ رقم ٣٥٠٢، و ٣/ ١١٣٣ رقم ٢٩٤٥، و ٥/ ٢٠٥١ رقم ٥٠٤٦، و ٥٠٤٧، ٥/ ٢٣٢٩ رقم ٥٩٥٩، ومسلم ٤/ ٢٠٩١ رقم ٢٧٢٧، والترمذي ٥/ ٤٤٤ رقم ٣٤٠٨، ومسند أحمد ١/ ١٧٤ رقم ٦٠٤، و ١/ ٢٠٦ رقم ٧٠٤، و ١/ ٢٢٧ رقم ٨٣٨، و ١/ ٢٨٧ رقم ١١٤١، و ١/ ٣٠٩ رقم ١٢٤٩، وصحيح ابن حبان ١٢/ ٣٣٣ رقم ٥٥٢٤، و ٣٣٩ رقم ٥٥٢٩، و ١٥/ ٣٦٣ رقم ٦٩٢١، و ٣٦٤ رقم ٦٩٢٢، والمستدرك ٣/ ١٥١، والمعجم الأوسط ٧/ ١٢٧ رقم ٧٠٦٤، ومسند أبي يعلى ١١/ ٢٣٦ رقم ٢٧٤ و ٢٨٦ رقم ٣٤٥، و ٤١٩ رقم ٥٥١، و ٤٢٠ رقم ٥٥٢، و ٤٣٦ رقم ٥٧٨، ومسند البزار ٢/ ٢٢٣ رقم ٦١٩، و ص ٢٢٨ رقم ٦٢٥، و ٣/ ٩ رقم ٧٥٧، و ٩٧ رقم ٨٧٨، وسنن النسائي ٥/ ٣٧٣ رقم ٩١٧٢، و ٦/ ٢٠٣ رقم ١٠٦٥١، ١٠٦٥٠، وذخائر العقبي ص ٤٩ - ٥٠، والجامع الكبير للسيوطي ١٦/ ٤٠٩ رقم ٨٥٤١، ٨٥٤٠.