الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ذكر ما لمن أحبهما وأحب أباهما وأمهما

صفحة 273 - الجزء 1

  وَرِكَيْهِ فَقالَ: «هَذَانِ ابْنَايَ وابْنَا ابْنَتِي اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا، فَأَحِبَّهُمَا وَأَحِبُّ مَنْ يُحِبُّهُمَا»، وأخرج الترمذي وصححه وأبو حاتم من حديث جابر: أنه رأى النبي ÷ يَضُمُّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ ويَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا»⁣(⁣١).

  وأخرج مسلم فيما يختص بالحسن من حديث أبي هريرة أن النبي ÷ قال للحسن: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وأَحْبِبْ مَنْ أَحَبَّه»⁣(⁣٢). وأخرجه أبو حاتم وزاد: فما كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْحَسَنِ مِنْ بَعْدِ أَنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَا قَالَ.

  وأخرج أبو حاتم من حديث البراء بن عازب قال: رأيتُ الحسن بن عَلِيٌّ عَلَى عَاتِقِ النَّبِيِّ ÷ وهو يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ»⁣(⁣٣).

  وأخرج أبو عمر⁣(⁣٤) فيما يختص بالحسين # عن أبي هريرة قال: أَبْصَرَتْ عَيْنَايَ وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ رسول الله ÷ وهو آخِذٌ بِكَفَّيْ حُسَيْنٍ، وَقَدَمَاهُ عَلَى قَدَمَيْ رَسُولِ الله ÷ وهو يقول: «تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّه»⁣(⁣٥)، قال: فَرَقَى الغُلَامُ حَتَّى وَضَعَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِ رَسُولِ الله ÷، ثُمَّ قال له رسول الله ÷: افْتَحْ فَاكَ، ثُمَّ قَبَّلَهُ، ثُمَّ قال: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ»⁣(⁣٦).

ذِكْرُ مَا لِمَنْ أَحَبَّهُمَا وَأَحَبُ أَبَاهُمَا وَأَمَّهُمَا

  وأخرج أحمد، والترمذي، عن علي #: أَنَّ رسول الله ÷ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنِ وَحُسَيْنِ وقال: «مَنْ أَحَبَّنِي، وَأَحَبَّ هَذَيْنِ، وَأَبَاهُمَا، وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ


(١) سنن الترمذي ٥/ ٦١٤ رقم ٣٧٦٩، والطبراني في الصغير ١/ ١٩٩، وصحيح ابن حبان ١٥/ ٤٢٢ رقم ٦٩٦٧، وابن أبي شيبة ٦/ ٣٧٨ رقم ٣٢١٨٢.

(٢) مسلم ٤/ ١٨٨٣ رقم ٢٤٢٢، والبخاري ٣/ ١٣٦٩ رقم ٣٥٣٧ و ٣٥٣٩، وابن حبان ١٥/ ٤١٧ رقم ٦٩٦٣، والطبراني في الكبير ٣/ ٣١ رقم ٢٥٨١ - ٢٥٨٥.

(٣) الترمذي ٥/ ٦٢٠ رقم ٣٧٨٣، وابن حبان ١٥/ ٤١٦ رقم ٦٩٦٢، وفضائل الصحابة ٢/ ٩٨١ رقم ١٣٨٨.

(٤) الاستيعاب ١/ ٤٤٦، وفضائل الصحابة ٢/ ٩٨٩ رقم ١٤٠٥.

(٥) قال في تاج العروس ١٣/ ٤٤: وبقه اسم حصن، وبه فسر قول المرقصة طفلها: «حُزُقَةٌ حُزُقَهُ تَرَقَ عين بقّه» أي اعل عين بقه، وقيل: إنها شبهته بالبقة؛ لصغر جثته.

(٦) الطبراني في الكبير ٣/ ٤٩ رقم ٢٦٥٢، وابن أبي شيبة ٦/ ٣٨٠ رقم ٣٢١٩٣.