الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ذكر أن تسميتهما بالحسن والحسين كان بأمر الله تعالى

صفحة 272 - الجزء 1

ذكر أن تسميتهما بالْحَسَن والْحُسَيْن كَانَ بِأَمْرِ الله تَعَالَى

  عن علي # قال: لما وُلِدَ الحسنُ سَمَّاهُ حمزة، فلما وُلِدَ الحسينُ سَمَّاهُ بِاسْمِ عمه جعفر، قال: فَدَعَانِي رسولُ الله ÷ وقال: إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُغَيْرَ اسْمَ هَذَيْنِ؛ فقلت: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ؛ فَسَمَّاهُمَا: حَسَنًا وحُسَيْنًا⁣(⁣١).

  وأخرج أحمد بن حنبل من حديث علي # قال: لَمَّا وُلِدَ الحَسَنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ ÷ فقال: أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قلنا: حَرْبًا، قال: «بَلْ هُوَ حَسَنُ»، فَلَمَّا وُلِدَ الحسينُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ ÷ فقال: «أَرُونِي مَاذَا سَمَّيْتُمُوهُ؟» قلنا: سَمَّيْنَاهُ حَرْبًا، فقال: «بَلْ هُوَ حُسَيْنُ»، فلما وُلِدَ الثَّالِثُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ ÷ فقال: «أَرُونِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟» قُلْنَا: سَمَّيْنَاهُ حَرْبًا، قَالَ: «بَلْ هُوَ مُحْسِنُ»، قال: «أَنَا سَمَّيْتُهُمْ بِوَلَدِ هَارُونَ: شَبَّرَ، وَشَمِّيرَ، ومُشَبِّرَ⁣(⁣٢)، وأخرجه أبو حاتم أيضًا، قال المحب الطبري |: ولَعَلَّ عَلِيَّا ¥ سَمَّاهُمَا بِاسْمَيْنِ: حربًا وحمزة وجعفر، وأظهر للنبي ÷ أولا أحدهما، ثم علم النبي ÷ بالآخر.

  وأَذْنَ فِي أُذُنَيْهِمَا: كما أخرجه الترمذي وصححه عن أبي رافع قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ أَذَّنَ في أُذُنِ الحُسَينِ حين وَلَدَتْ فَاطِمَةُ. وأخرجه أبو داود⁣(⁣٣).

ذكر حبه ÷ لهما والدَّعَاء لَهُمَا وَلِمَنْ أَحَبَّهُمَا

  وأخرج الترمذي عن أسامة بن زيد قال: طَرَقْتُ النَّبِيَّ ÷ ذَاتَ يَوْمٍ في بعض الحاجة فخرج النبي ÷ وهو مُشْتَمِل عَلَى شيء لا أَدْرِي ما هو؟ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي قلتُ: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فَكَشَفَ فَإِذا حَسَنُ وَحُسَينٌ على


(١) الذخائر ١٢٠، والذرية الطاهرة ٩٧، وتاريخ دمشق ١٤/ ١١٦، ومسند أحمد ١/ ٣٣٥ رقم ١٣٧٠.

(٢) فضائل الصحابة ٢/ ٩٧٠ رقم ١٣٦٥، والطبراني في الكبير ٣/ ٩٨ رقم ٢٧٨٠، ومسند أحمد ١/ ٢١١ رقم ٧٦٩، و ٢٥٠ رقم ٩٥٣، وسنن البيهقي ٦/ ١٦٦، و ٧/ ٦٣، والمستدرك ٣/ ١٦٥، ١٨٠، والذخائر ١١٩، ومسند البزار ٢/ ٣١٤ رقم ٧٤٢، والذرية الطاهرة ٩٧، وأسد الغابة ٢/ ١٤.

(٣) الترمذي ٤/ ٨٢ رقم ١٥١٤، وقال: حسن صحيح، وأبو داود ٥/ ٣٣٣ رقم ٥١٠٥، وأحمد ٩/ ٢٣٠ رقم ٢٣٩٣٠، والطبراني في الكبير ٣/ ٣٠ رقم ٢٥٧٨ - ٢٥٧٩، والمستدرك ٣/ ١٧٩، و البيهقي ٩/ ٣٠٥.