نبذ من كراماته كرم الله وجهه:
نبَذْ مِنْ كَرَامَاتِهِ كرم الله وجهه:
  عن الأصبغ قال: أتينا مع علي # فمررنا بموضع قبر الحسين # فقال علي #: هاهنا مُنَاخُ رِكَابِهِمْ، وهاهنا مَوْضِعُ رِحَالِهِمْ، وهاهنا تُرَاقُ دِمَاؤُهُمْ، فتية من آل محمد $، يُقْتَلُونَ بهذه العَرْصَةِ تَبْكِي عَلَيْهِمُ السماء والأرضُ(١)!
  وعن جعفر بن محمد عن أبيه $، قال: عَرَضَ لِعَلِيَّ # رَجُلَانِ في خصومة، فجلس في أصل جدار، فقال رجل: يا أمير المؤمنين الجدَارُ يَقَعُ عليك! فقال له عَلِيُّ #: امْضِ كَفَى بِاللهِ حَارِسًا! وقضى بين الرجلين وقام فسقط الجدار!(٢).
  وعن الحارث قال: كنت مع علي بن أبي طالب بِصِفَّيْنَ فَرَأَيْتُ بَعِيرًا من إبل الشام جاء وعليه رَاكِبُهُ وثَقَلُهُ، فألقى ما عليه، وجعل يتخلل الصفوف حتى انتهى إلى علي #، فَوَضَعَ مِشْفَرَهُ ما بَيْنَ رأسِ عَليَّ ومَنكِبِه، فقال علي #: والله إنها لَعَلَامَةٌ بيني وبين رسول الله ÷، قال: فَجَدَّ الناسُ في ذلك اليوم، واشْتَدَّ قِتَالُهُمْ. وعن علي بن زاذان أَنَّ عَلِيًّا # حَدَّثَ حَدِيثًا فَكَذَّبَهُ رَجُلٌ! فقال عَلَي #: أَدْعُو عليك إنْ كنتُ صادقًا؟ قال: نعم؛ فدعا عليه؛ فلم ينصرف حتى ذهب بصره!(٣). وعن أبي ذر |، قال: بعثني رسول الله ÷ أَدْعُو عَلِيًّا، فَدَعَوْتُهُ فلم يُجِبْنِي؛ فعدتُ إلى رسول الله ÷ فأخبرته، فقال: عُدْ إليه فَادْعُهُ فَإِنَّهُ في البيت، قال: فعدت إليه أُناديه فسمعت صوتَ رحَى تَطْحَنُ، فَشَارَفْتُ فإذا الرحى تَطْحَن وليس معها أحد! فناديته فخرج إليَّ مُنشَرِحًا، فقلتُ له: إن رسول الله ÷ يدعوك؛ فجاء، ثم لم أزل أنظر إلى رسول الله ÷ وينظر إليَّ، ثم قال يا أبا ذر ما شَأْنُكَ؟ فقلت: يا رسولَ اللهِ عَجِبْتُ مِنَ العجبِ؛ رَأَيْتُ رَحَى تَطْحَنُ في بيت علي ليس معها أَحَدٌ يُدِيرُهَا! فقال: يا أبا ذر أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهِ مَلَائِكَةٌ سَيَّاحِيْنَ فِي الأَرض؟ وقد وُكُلُوا
(١) الذخائر ٩٧، والطبراني في الكبير ٣/ ١١١ رقم ٢٨٢٦، ودلائل النبوة لأبي نعيم ٢/ ٥٨١ رقم ٥٣٠.
(٢) الذخائر ٩٧، ودلائل النبوة لأبي نعيم ٢/ ٥٨٢ رقم ٥٣١، والجامع الكبير ١٦/ ٢٦١ رقم ٧٨٨٨.
(٣) الذخائر ٩٨ عن ابن قتيبة وصاحب الصفوة، والدلائل لأبي نعيم ٢/ ٥٨٢ رقم ٥٣٢، والطبراني في الأوسط ٢/ ٢١٩ رقم ١٧٩١.