ذكر اختيار النبي ÷ لها الدار الآخرة:
  وأَوْفَرِ حَظ، فَتَزَفُّ إِلى الجنةِ كَالْعَرُوسِ حَوْلَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ جَارِيَةٍ(١).
ذكر اختيار النبي ÷ لها الدار الآخرة:
  وأخرج الإمام علي بن موسى الرضا @ عن أسماء بنت عميس أنها كانت عند فاطمة & إذ دخل عليها النبي ÷ وفي عُنْقِهَا قِلَادَةٌ من ذَهَب أتى بها علي بن أبي طالب في سَهْم فيء صار إليه، فقال لها: يا بنية لا تغتري بقول الناس: فاطمة بنتُ محمد - وعليكِ لِبَاسُ جَبَابِرَةٍ! فَقَطَعَتْهَا لِسَاعَتِهَا، وبَاعَتْهَا ليومها، واشْتَرَتْ بالثَّمَنِ رَقَبَةٌ مُؤْمِنَةٌ فَأَعْتَقَتَهَا! فبلغ ذلك النبي ÷ فَسُرَّ بعتقها، وبارك على فاطمة(٢).
  وعن أحمد بن حنبل من حديث ثوبان قال: قدم رسول الله ÷ مِنْ غَزَاةٍ له فأتى فاطمة & فإذا هو بمسح(٣) على بابها، ورأى الحسن والحسين عليهما قَلْبَينِ من فضة، فرجع رسول الله ÷، فلما رأت فاطمة ذلك ظَنَّتْ أنه لم يدخل عليها من أجل ما رأى؛ فهتكتِ السَّتْرَ ونَزَعَتِ القَلْتَيْنِ من الصَّبِيَّيْنِ فقطعتهما؛ فبكى الصَّبِيَّانِ، فَقَسَمَتْهُ بينهما، فانْطَلَقَا إلى رسول الله ÷ وهما يبكيان، فأخذه رسول الله ÷ منهما فقال: «يا ثَوْبَانُ اذهب بهذا إلى بني فلانٍ أهلِ بَيْتٍ في المدينة؛ فَاشْتَرِ لِفَاطِمَةَ قِلَادةً مِنْ عَضَبِ، وَسِوَارَيْنِ مِنْ عَاج؛ فَإِنَّ هؤلاء أهل بيتي؛ ولا أُحِبُّ أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا»(٤).
  شرح: (الْعَصَبُ): قال أبو موسى(٥): يحتمل أن الرواية بفتح الصاد، وهو أطناب مفَاصِل الحيوانات، وهي شيء مُدَوَّر [القاموس ١٤٨]، ويحتمل أنهم كانوا يأخذون عصب بعض الحيوانات الطاهرة فيقطعونه ويجعلونه شِبْهَ الخَرَزِ، فَإِذَا
(١) صحيفة علي بن موسى الرضا ص ٤٦٠، وذخائر العقبى ص ٤٨.
(٢) صحيفة علي بن موسى الرضا ص ٤٦١.
(٣) مسح على وزن ملح، ثوب من الشعر، غليظ المختار ٦٢٤، وقوله: قلبين بفتح القاف: أي سوارين. مختار ص ٥٤٧، وتاج العروس ٤/ ٢٠٥.
(٤) أحمد في مسنده ٨/ ٣٢٠ رقم ٢٢٤٢٦، وذخائر العقبي ص ٥١.
(٥) محمد بن أبي بكر المديني الأصفهاني، محدث، حافظ، توفي سنة ٥٨١ هـ، له كتاب في غريب الحديث، استدرك ما فات الهروي من غريب الحديث والقرآن. النهاية ١/ ٩.