ذكر وصيته # لأخيه الحسين #
  إلى الله! وعن عمير بن إسحاق قال: كُنَّا عند الحسنِ فَدَخَلَ الْمِخْدَعَ(١)، ثم خرج فقال: لقد سُقِيْتُ السُّمَّ مِرَارًا مَا سُقِيْتُهُ مِثْلَ هذه الْمَرَّة، ولقد لَفَظْتُ طَائِفَةٌ مِنْ كَبِدِي، فَرَأَيْتُنِي أَقْلِبُهَا بِعُودِ! فقال الحسينُ: يا أخي مَنْ سَقَاكَ؟ قال: وما تُرِيدُ إليه؟ أَتُريدُ أَنْ تَقْتُلَهُ؟ قال: نَعَمْ، قال: لئن كان الذي أَظُنُّ فَاللَّهُ أَشَدُّ نِقْمَةً، وإن كان غَيْرَهُ فَلَا أُرِيدُ أَنْ يُفْتَلَ بِي بَرِيء(٢).
ذكر وصيته # لأخِيهِ الْحُسَيْنِ #
  قال أبو عمر: وروينا أن الحسن بن علي @ لَمَّا حَضَرَتْهُ الوفاة، قال للحسين أخيه: يا أخي إن أباك حين قُبِضَ رسولُ الله ÷ اسْتَشْرَفَ لهذا الأمر ورجا أن يكون صَاحِبَهُ، فصرفه الله عنه ووَلِيَهَا أبو بكر، فَلَمَّا حَضَرَتْ أبا بكر الوفاةُ تشوَّفَ لها أيضًا فَصُرِفَتْ عنه إلى عُمَر، فَلَمَّا قُبِضَ عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم، فَلَمْ يَشُكَ أَنَّهَا لا تعدوه، فَصُرِفَتْ عنه إلى عثمان، فَلَمَّا هلك عثمان بويع له، ثم نوزع حتى جَرَّدَ السَّيْفَ، وطلبها فما صَفَا له شَيْءٌ منها! وإني والله ما أرى أَنْ يَجْمَعَ اللهُ فينا أَهْلَ البيتِ النُّبُوَّةَ والخِلَافَةَ(٣)؛ فَلا أَعْرِفَنْ مَا اسْتَخَفَّكَ به
(١) المخدع بضم الميم وكسرها الخزانة المختار ١٧١، والذي في الاستيعاب - وهو أصل الذخائر وأصل الروضة -: المخرج. وفي مروج الذهب ٢/ ٤٢٧: فقام لحاجة الإنسان، و أوضح تفسيرًا لما في الاستيعاب؛ ففي اللفظ تصحيف وإن كان معناه محتملا.
(٢) قال في مروج الذهب ٢/ ٤٢٧: ذكر أن امرأته جعدة بنت الأشعث سقته السم، وقد كان معاوية دس إليها: أنك إن احتلت في قتل الحسن وجهت إليك بمائة ألف درهم، وزوجتك يزيد؛ وكان ذلك الذي بعثها على سمه، فلما مات #، وفى لها معاوية بالمال، وأرسل إليها: إنا نُحِبُّ حياة يزيد، ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه! ونحوه في الطبقات. اهـ ملخصًا وأسد الغابة ٢/ ٢٠، والبداية والنهاية لابن كثير ٨/ ٤٦ - ٤٧، والطبراني في الكبير ٣/ ٧١ رقم ٢٦٩٤.
(٣) ينظر في رواية ابن عبد البر لهذه القصة على هذا الأسلوب، فلم نجدها بهذا النظام في الصحاح، ولا في كتب أئمة الآل وعلمائهم، ولم يَرْوِ حفاظ الآل وغيرهم وصية الحسن، إلا أنه أوصى أخاه أن يدفنه بجوار المصطفى ÷، و إذا لم يسمحوا له بذلك دفنه في البقيع، ونهاه أن يسيل محجمة دم في سبيل قبره عند جده. الاستيعاب ١/ ٤٤١، واعلم أن هذه الرواية أعني رواية ابن عبد البر تصادم وتعارض ظواهر القرآن ونصوص السنة النبوية متواترة المعنى. أما الكتاب فكقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ} إلى آخر الآية؛ فقد تواتر معنى أنها في أمير المؤمنين #؛ فهو الذي أعطى الزكاة وهو =