ذكر وفاة الحسن #
  أَعْرَفَنَا بِفَضْل رسولِ اللهِ ÷!
  وروى أَنَّهُ لَمَّا جَرَى الصلحُ قال له معاوية: قُمْ فَاخْطب الناس، واذْكُرْ مَا كُنتَ فيه؛ فقام الحسن # فقال: الحمدُ للهِ الذِي هَدَانَا وحَقَنَ بِنَا دِمَاءَكُمْ، أَلَا إِنَّ أَكْيَسَ الكَيْسِ التَّقَى، وأَعْجَزَ العَجز الفُجُورُ، وإِنَّ هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية: إِمَّا أَنْ يَكُونَ أَحَقَّ به مني، أو يكونَ حَقًّي وتَرَكْتُهُ الله، ولِصَلَاحِ أُمَّةِ محمد ÷، وحَقْن دِمَائِهِمْ، قال ثم التفت إلى معاوية وقال: {وَإِنۡ أَدۡرِي لَعَلَّهُۥ فِتۡنَةٞ لَّكُمۡ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ ١١١}[الأنبياء: ١١١]، ثم نزل؛ فقال عمرو بن العاص لمعاوية: ما أردت إلا هذا؟(١).
ذِكْرُ وَفَاةِ الْحَسَنِ #
  قال أبو عمر وغيره(٢): توفي # بالمدينة سنة تسع وأربعين، وقيل: خمسين في ربيع الأول، وهو ابن سبع وأربعين سنة منها سبع سنين مع رسول الله ÷، وثلاثون مع أبيه #، وعشر سنين بعده، وغسله الحسين #، ومحمد بن علي، والعباس بن علي - بَنُو عَلي #، ودُفِنَ بِالْبَقِيعِ، وصلى عليه سعيد بن العاص(٣) - وكان أمير المدينة، قَدَّمَهُ الحسين # للصلاة على أخيه، وقال: لولا أنها سنة ما قَدَّمْتُكَ. قال قتادة: مات ¥ مَسْمُومًا، سَمَّتْهُ امْرَأَتُهُ [جَعْدَةٌ] بِنْتُ الأشعث بن قيس الكِنْدِي، وكان لها ضَرَائِرُ، وعن قتادة قال: دخل الحسين على الحسن @، فقال: يا أخي إني سُقِيتُ السُّمَّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لم أُسْقَ مثل هذه المرة؛ إني لأَضَعُ كَبِدِي! فقال الحسينُ: مَنْ سَقَاكَ يا أخي؟ فقال: ما سُؤَالُكَ عن هذا! أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَهُمْ؟ أَكِلُهُمْ
(١) تاريخ مروج الذهب ٢/ ٤٣١، والاستيعاب ١/ ٤٣٩، وتاريخ الطبري ٥/ ١٦٣، وأسد الغابة ٢/ ٢٠، والبداية والنهاية ٨/ ٤٦، والطبراني في الكبير ٣/ ٢٦ رقم ٢٥٥٩، والحاكم في المستدرك ٣/ ١٧٥.
(٢) الاستيعاب ١/ ٤٤٠ وأسد الغابة ٢/ ٢٠، والطبراني في الكبير ٣/ ٧١ رقم ٢٦٩٥.
(٣) ابن أبي أحيحة سعيد بن العاص الأموي. توفي النبي ÷ وهو ابن تسع سنين، استعمله عثمان على الكوفة، وغزا بالناس طبرستان، واستعمله معاوية على المدينة، وكان يعقب بينه وبين مروان بن الحكم في عمل المدينة، توفي سنة ٥٩ هـ، وقيل غير ذلك، روى له البخاري في الأدب ومسلم والنسائي وابن ماجة. ينظر تهذيب الكمال ١٠/ ٥٠١، وطبقات ابن سعد ٥/ ٣٠.