ذكر خطبته يوم قتل:
  دم، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله ما هذا؟ قال: هذا دَمُ الحسين لم أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ منذ اليوم، فَوُجِدَ قد قُتِلَ ذلك اليوم، ولَفْظ الحافظ السلفي: دَمُ الحسينِ وأصحابه، قلت: هذا كلام المحب، ورواه أيضًا العلامة الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد وعزاه إلى الطبراني، وأحمد وقال: رجال أحمد رجال الصحيح(١).
ذِكْرُ خُطْبَتِهِ يَومَ قُتِلَ:
  قال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن الحسن قال: لَمَّا أيقن الحسين # بأنهم قاتلوه قام خطيبًا، فحمد الله ø، وأثنى عليه، ثم قال: قد نَزَلَ ما تَرَوْنَ من الأمر، وإنَّ الدنيا قد تَنَكَّرَتْ وتَغَيَّرَتْ، وأَدْبَرَ خَيرُهَا وَمَعْرُوفُهَا وشَمَّرَ حتى لم يَبْقَ فيها إلا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإناءِ، ألا وخَسِيسُ عَيْشِ كَالْمَرْعَى الوَبِيل! أَلَا تَرَوْنَ الْحَقَّ لا يُعْمَلُ به والباطل لا يُتَنَاهَى عنه؛ لِيَرْغَبِ المؤمِنُ إلى لقاء الله ø؛ فَإِنِّي لا أَرَى الموتَ مع الظالمين إلا سَعَادَةً، والحياة مع الظالمين إلا نَدَامَةً! قلت: ورواه الطبراني عن محمد بن الحسن(٢) بزيادة عليه(٣).
ذِكْرُ نوح الجن عليه #:
  أخرج ابن السري عن أم سلمة قالت: لَمَّا قُتِلَ الحسين # نَاحَتْ عليه الحِنُّ وأُمْطِرْنَا دمًا، وعنها: ما سَمِعْتُ نَوْحَ الحِنَّ بعد أن مات رسول الله ÷ إِلَّا لَيْلَةَ قتل الحسين #، فقالت للجَارِيَة: اخْرُجِي فَوَالله ما أرى ابْنِي إِلَّا قَدْ مَاتَ، اخْرُجِي فَاسْأَلِي، فَخَرَجَتِ الجارية، فقيل: إِنَّهُ قَدْ قُتِلَ، أخرجه الملاء في سيرته(٤).
(١) مجمع الزوائد ٣/ ١١٠ رقم ٢٨٢٢ و ١٨٩٩، والذخائر ص ١٤٨.
(٢) المخزومي، ضعفه ابن معين وغيره ت ٢٠٠ هـ. تهذيب الكمال ٢٥/ ٦٠، وميزان الاعتدال ٣/ ٤٢، تهذيب التهذيب ٩/ ٩٨.
(٣) الذخائر ص ١٤٩ عن بنت منيع، والطبراني في الكبير ٣/ ١١٤ رقم ٢٨٤٢، والطبري في تاريخه ٥/ ٤٠٤، وتاريخ دمشق ١٤/ ٢١٧، وسير أعلام النبلاء ٣/ ٣١٠.
(٤) الطبراني في الكبير ٣/ ١٢١، ١٢٢ رقم ٢٨٦٢ - ٢٨٦٩، وتاريخ دمشق ١٤/ ٢٤١، والبداية والنهاية لابن كثير ٨/ ٢١٧ - ٢١٩، والذخائر ص ١٥٠.