ذكر وفاتها، وكم عمرها، ومن صلى عليها، وأين دفنت ^:
ذكرُ وَفَاتِهَا، وَكَمْ عُمْرُهَا، ومَنْ صَلَّى عليها، وأين دُفِنَتْ ^:
  توفيت بعد رسول الله ÷ بستة أشهر(١) على أصح الأقوال، ليلة الثلاثاء لثلاث خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنةَ إحدى عَشْرَةَ، وهي بِنْتُ تِسْع وعشرين سنة، قاله المدائني، وقال عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب: ابنة ثلاثين، وقال الكلبي: خمس وثلاثين حكاه أبو عمر، وقيل: ثمان وعشرين، حكاه الرازي(٢)، وعلى الأقوال كُلّها يكون مَوْلِدُهَا قبل النبوة، وهو موافق لِمَا رُوِيَ من أنه ÷ لم يُولَدْ له بعد النبوة إلا إبراهيم #. وذكر الإمام أبو بكر أحمد بن نصر بن عبد الله أنه رأى في كتاب تأريخ مواليد أهل البيت $ أنها توفيت وهي ابنة ثَمَانِ عَشْرَةَ سنة، وخمسة وسبعين يومًا، منها بمكة ثَمَانُ سنين، والباقي بالمدينة، وعاشت بعد أبيها ~ خمسة وسبعين يومًا، وفي رواية أربعين يومًا، وكانت وِلَادَتُها بعد النبوة بخمس سنين، وقريش تبني البيت، وَوَلَدَتِ الْحَسَنَ وَلَهَا إحدى عشرة سنة، بعد الهجرة بثلاث سنين هذا آخر كلامه.
  وعن أبي جعفر قال: دخل العباس على عَلي وفاطمةَ وأَحَدُهُمَا يقول للآخر: أينا أكبر؟ فقال العباسُ: وُلِدت يا عليُّ قَبْلَ بناء قريش البيت بسنوات، وَوُلِدَتِ ابْنَتِي وقريش تبني البيتَ، ورسولُ الله ÷ ابْنُ خَمْسِ وثلاثين سَنَةٌ قَبْلَ النُّبُوَّةِ بِخَمْسِ سنين. أخرجه الدولابي(٣).
  وعن أبي جعفر أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس: يا أسماء إني قد استقبحتُ ما يُصْنَعُ بالنساء أنه يُطْرَحُ على المرأة الثوبُ فَيَصِفُهَا! فقالت أسماء: يا ابنة رسول الله، أَلَا أُرِيكِ شَيْئًا رَأَيْتُهُ بأرض الحبشة؟ فَدَعَتْ بِجَرَايِدَ رَطْبَةٍ فَحَنَتْهَا، ثم طَرَحَتْ عليها ثَوْبًا، فقالت فاطمة: ما أحْسَنَ هذا وأَجْمَلَهُ تُعْرَفُ به
(١) الطبراني في الكبير ٢١/ ٣٩٨ رقم ٩٩٠.
(٢) الاستيعاب ٤/ ٤٥٢، والطبراني في الكبير ٢١/ ٤٠٠ رقم ٩٩٨، والرازي رواه عنه صاحب الذخائر ٥٢.
(٣) ذخائر العقبى ص ٥٢، ٥٣، ورواه عن الدولابي.