الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

فصل في شأن الحسنين @:

صفحة 270 - الجزء 1

  نزلت: {قُل لَّآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ}، قالوا: يا رسول الله مَنْ قَرَابَتُكَ الذينَ وَجَبَتْ علينا مَوَدَّتُهُمْ؟ قال: عَلَى، وَفَاطِمَةُ، وَابْنَاهُمَا⁣(⁣١).

  وأخرج الملاء في سيرته عنه ÷ أنه قال: «إِنَّ اللهَ جَعَلَ أَجْرِي عَلَيْكُمْ الْمَوَدَّةَ في أَهْلِ بَيْتِي؛ فَأَنَا سَائِلُكُمْ غَدًا عَنْهُمْ» [الذخائر ٢٥]، وأهل بيته $ الي هم السفينة المشار إليها فيما أخرجه الحاكم في مستدركه من حديث أبي ذر الغفاري ¥، ÷ «مَثَلُ أَهْل بَيْتِي مَثَلُ سَفِيْنَةِ نُوحٍ: مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ»؛ وأخرج الملاء في سيرته من حديث ابن عباس: «مَثَلُ أَهْلِ بيتي كَسَفِيْنَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ».

  وأخرج ابن السري من حديث علي # قال: قال رسول الله ÷: «مَثَلُ أَهْلِ بيتي كَسَفِينَةِ نُوحٍ: مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، ومَنْ تَعَلَّقَ بِهَا فَازَ وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا زُج في النَّارِ»⁣(⁣٢)، أفاده المحب في الذخائر [٢٠]. قُلْتُ: هذا قليل من كثير وصغير من كبير، سَرَدْنَاهُ إِيضَاحًا لِإِشَارَةِ البيت؛ وأَمَّا الاستيفاء لذلك فَتَعْجِزُ عنه المجلدات، هذا ولا غنى بنا عن التَبَرُّكِ بِنَقْلِ شَيْءٍ مِنْ فضائل السِّبْطَيْنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ @، وتاريخ ولادتهما، ووفاتها سلام الله على رسوله وأبيهما وأمهما وعليهما وعلى ذريتهما فنقول:

فصل في شأن الحسنين @:

  كان ولادة الحسن # في نصف شهر رمضان الكريم سنة ثلاث من الهجرة، قال أبو عمر بن عبد البر: هذا أصح ما قيل فيه⁣(⁣٣). قال الواقدي: وحملت فاطمة بالحسين # بعد خمسين ليلة من مولد الحسن، وولدته لِخَمْسِ خَلَوْنَ مِنْ شعبان


(١) فضائل الصحابة ٢/ ٨٣٢ رقم ١١٤١، والطبراني في الكبير ٣/ ٤٧ رقم ٢٦٤١، و ١١/ ٤٤٤ رقم ١٢٢٥٩، والأوسط ٢/ ٢٢٩ رقم ١٨٢٦ عن أبي سعيد، وتفسير ابن أبي حاتم ١٠/ ٣٢٧٦، وتفسير الثعلبي ٨/ ٣١١، وتفسير الطبري ٢٤/ ١٥ - ١٦.

(٢) ذخائر العقبي ص ٢٠، وقد سبق تخريجه.

(٣) الاستيعاب ١/ ٤٣٦ رقم ٥٧٣.