الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ذكر وفاتها، وكم عمرها، ومن صلى عليها، وأين دفنت ^:

صفحة 262 - الجزء 1

  الْمَرْأَةُ من الرجل فإذا أنا مِتُ فاغْسِلِينِي أَنتِ وعَلِيٌّ، ولا يَدْخُلْ عَلَيَّ أَحَدٌ، فلما تُوُفِّيَتْ جاءت عائشة تدخل؛ فقالت أسماء: لا تَدْخُلي! فَشَكَتْ إلى أبي بكر فقالت: إن هذه الخثعميةَ تَحُولُ بيننا وبين بِنْتِ رسول الله! وقد جعلت لها مثل هودج العروس، فجاء أبو بكر فوقف على الباب فقال: يا أسماء ما منعك على أَنْ مَنَعْتِ أزواج النبي يدخلن على بنت رسول الله، وجعلت لها مِثْلَ هَوْدَجِ العروس؟ فقالت: أَمَرَتْنِي أَنْ لا يَدْخُلَ عليها أَحَدٌ، وأَرَيْتُهَا هذا الذي صنعت وَهْيَ حَيَّةٌ فَأَمَرَتْنِي أَنْ أَصْنَعَ ذلك لها، قال أبو بكر: اصْنَعِي ما أَمَرَتْكِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فغسلها على وأسماء أخرجه أبو عمر⁣(⁣١).

  وأخرج الدولابي معناه. وقد رُوِيَ ما يخالف هذا، وهي أنها & غَسَلَتْ نَفْسَهَا وَلَبِسَتْ ثِيَابَ مَوْتِهَا، ولم يَغْسِلْهَا بَعْدَ ذلك أَحَدٌ، وصَلَّى عليها علي #(⁣٢)، وقيل: العباس. وخَرَّجَ البصري من حديث أنس بن مالك أنه صلى عليها أبو بكر [الذخائر ٥٤]؛ قلت: هكذا قاله المحب الطبري ومثله في الجامع في مسند أمير المؤمنين إلا أنه قد ضعفه ابن حجر في تلخيص الحبير [٢/ ١٤٣].

  وأَمَّا مَوْضِعُ قَبْرِهَا فذكر الحافظ ابن عبد البر [الاستيعاب ١/ ٤٤٢] أن الحسن # توفي دُفِنَ إلى جنب أمه فاطمة، وقبرُ الحَسَنِ معروف بجنب قبر العباس، ولا يُذْكَرُ الفاطمة قبره⁣(⁣٣).

  وأخرج الشيخ محيي الدين بن النجار⁣(⁣٤) في مؤلفه المسمى (بالدرة الثمينة في أخبار المدينة) بسنده عن عبد الله بن جعفر بن محمد أنه كان يقول: قَبْرُ فَاطِمَةَ في بيتها الذي أدخله عمر بن عبدالعزيز في المسجد [الذخائر ٥٤].


(١) الاستيعاب ٤/ ٤٥١، وهذه الرواية تعارض النصوص الصحيحة التي تفيد أن الزهراء & دُفِنَتْ لَيْلًا.

(٢) الطبراني في الكبير ٢١/ ٣٩٩ رقم ٩٩٦، ومسند أحمد ١٠/ ٤٤٦ رقم ٢٧٦٨٦.

(٣) دفنها الإمام علي # ليلا بوصية منها؛ حَنَقًا على مَنْ أغضبها. الطبراني في الكبير ٢١/ ٣٩٨٠ رقم ٩٨٩ - ٩٩٢، ومجمع الزائد ٩/ ٢١١، وقال: رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.

(٤) محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن البغدادي الشافعي، ولد سنة ٥٧٨ هـ، أديب، مؤرخ، مصنف مكثر، توفي سنة ٦٤٣ هـ. ينظر: الوافي بالوفيات ٢٣/ ١٣١.