فصل في شأن الحسنين @:
  سنة أربع، وقال ابن الذارع(١) في مواليد أهل البيت $: لم يكن بينهما إلا حمل البطن، وكان مدة الحمل ستة أشهر، وقال: لم يولد مولود قط لستة أشهر فعاش إلا الحسين #، وعيسى بن مريم @(٢). وعق عنهما رسول الله ÷، وحَلَقَ رُؤوسَهُمَا كما أخرج أبو داود، عن ابن عباس قال: عَقّ رسولُ الله ÷ عن الحسن والحسين كَبْشًا كَبْشًا، وخَرَّجَهُ النسائي، وقال: كَبْشَيْنِ كَبْشَيْنِ(٣).
  وأخرج الترمذي مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ #: عَقَّ رَسُولُ اللَّهِ ÷ عَنِ الْحَسَنِ وقال: يا فاطمة احْلِقِي رَأْسَهُ، وتَصَدَّقِي بِزِنَةِ شَعَرِهِ فِضَّةٌ؛ فَوَزَنَّاهُ وَكَانَ وَزْنُهُ دِرْهَمًا أو بَعْضَ دِرْهَم(٤)!
  وأخرج الدولابي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أَنَّ فاطمةَ حَلَقَتْ حَسَنًا وَحُسَيْنًا يَومَ سَابِعِهِمَا؛ فَوَزَنَتْ شَعْرَهُمَا وَتَصَدَّقَتْ بِوَزْنِهِ فِضَّةٌ، وَخَتَنَتْهُمَا لسابعهما؛ كما أخرجه الطبراني عن جابر: عَقَّ رسول الله ÷ عن الحَسَنِ والحسين وخَتَنَهُمَا لسبعة أيام.
  وأخرج الدولابي عن محمد بن المنكدر أن النبي ÷ خَتَنَ الْحُسَينَ لسبعة أيام(٥).
(١) أبو بكر أحمد بن نصر بن عبدالله الذارع، توفي سنة ٣٦٥ هـ شذرات الذهب ٤/ ٣٤٣.
(٢) الذخائر ١١٨ عن ابن الذارع. واختلف في مدة حمل عيسى: فقيل: ستة أشهر، وقيل: سبعة، وقيل: ثمانية. وقيل: ثلاث ساعات، وقيل: ساعة واحدة، وقيل: ما هو إلا أن حملت فوضعت. قلت: وقد وجد من ولد لستة أشهر وعاش وأقل مدة الحمل ستة أشهر، وقد روي ذلك عن الإمام علي #، وقد قرر الأطباء أن أقل الحمل الذي يمكن للطفل أن يعيش بعده هو ستة أشهر. ينظر تفسير القرطبي ٩/ ٢٨٦، و ١١/ ٩٣، وخلق الإنسان بين الطب والقرآن ص ٤٥١.
(٣) أبو داود ٣/ ٢٦١ رقم ٢٨٤١ وسنن النسائي ٧/ ١٦٥ رقم ٤٢١٩، وابن حبان ١٢/ ١٢٥ رقم ٥٣٠٩، والمستدرك ٤/ ٢٣٧، والطبراني في الأوسط ٢/ ٢٤٦ رقم ١٨٧٨، وأبو يعلى رقم ٢٩٤٥، وعبد الرزاق ٤/ ٣٣٠ رقم ٧٩٦٢، وسنن البيهقي ٩/ ٢٩٩ رقم ١٩٠٥١، وسنن النسائي الكبرى ٣/ ٧٦ رقم ٤٥٤٥.
(٤) الترمذي ٤/ ٨٤ رقم ١٥١٩، وذخائر العقبى ١١٨، والطبراني في الكبير ٣/ ٢٨ رقم ٢٥٦٧ - ٢٥٧٧، والبيهقي في السنن ٩/ ٣٠٤، وأسد الغابة ٢/ ١٣.
(٥) الذخائر ١١٩، والذرية الطاهرة للدولابي ١٠٠، ١٢١، والطبراني في الصغير ٢/ ٣٢٣ رقم ٨٧٤.