الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

فصل في شأن الحسنين @:

صفحة 271 - الجزء 1

  سنة أربع، وقال ابن الذارع⁣(⁣١) في مواليد أهل البيت $: لم يكن بينهما إلا حمل البطن، وكان مدة الحمل ستة أشهر، وقال: لم يولد مولود قط لستة أشهر فعاش إلا الحسين #، وعيسى بن مريم @(⁣٢). وعق عنهما رسول الله ÷، وحَلَقَ رُؤوسَهُمَا كما أخرج أبو داود، عن ابن عباس قال: عَقّ رسولُ الله ÷ عن الحسن والحسين كَبْشًا كَبْشًا، وخَرَّجَهُ النسائي، وقال: كَبْشَيْنِ كَبْشَيْنِ⁣(⁣٣).

  وأخرج الترمذي مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ #: عَقَّ رَسُولُ اللَّهِ ÷ عَنِ الْحَسَنِ وقال: يا فاطمة احْلِقِي رَأْسَهُ، وتَصَدَّقِي بِزِنَةِ شَعَرِهِ فِضَّةٌ؛ فَوَزَنَّاهُ وَكَانَ وَزْنُهُ دِرْهَمًا أو بَعْضَ دِرْهَم⁣(⁣٤)!

  وأخرج الدولابي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أَنَّ فاطمةَ حَلَقَتْ حَسَنًا وَحُسَيْنًا يَومَ سَابِعِهِمَا؛ فَوَزَنَتْ شَعْرَهُمَا وَتَصَدَّقَتْ بِوَزْنِهِ فِضَّةٌ، وَخَتَنَتْهُمَا لسابعهما؛ كما أخرجه الطبراني عن جابر: عَقَّ رسول الله ÷ عن الحَسَنِ والحسين وخَتَنَهُمَا لسبعة أيام.

  وأخرج الدولابي عن محمد بن المنكدر أن النبي ÷ خَتَنَ الْحُسَينَ لسبعة أيام⁣(⁣٥).


(١) أبو بكر أحمد بن نصر بن عبدالله الذارع، توفي سنة ٣٦٥ هـ شذرات الذهب ٤/ ٣٤٣.

(٢) الذخائر ١١٨ عن ابن الذارع. واختلف في مدة حمل عيسى: فقيل: ستة أشهر، وقيل: سبعة، وقيل: ثمانية. وقيل: ثلاث ساعات، وقيل: ساعة واحدة، وقيل: ما هو إلا أن حملت فوضعت. قلت: وقد وجد من ولد لستة أشهر وعاش وأقل مدة الحمل ستة أشهر، وقد روي ذلك عن الإمام علي #، وقد قرر الأطباء أن أقل الحمل الذي يمكن للطفل أن يعيش بعده هو ستة أشهر. ينظر تفسير القرطبي ٩/ ٢٨٦، و ١١/ ٩٣، وخلق الإنسان بين الطب والقرآن ص ٤٥١.

(٣) أبو داود ٣/ ٢٦١ رقم ٢٨٤١ وسنن النسائي ٧/ ١٦٥ رقم ٤٢١٩، وابن حبان ١٢/ ١٢٥ رقم ٥٣٠٩، والمستدرك ٤/ ٢٣٧، والطبراني في الأوسط ٢/ ٢٤٦ رقم ١٨٧٨، وأبو يعلى رقم ٢٩٤٥، وعبد الرزاق ٤/ ٣٣٠ رقم ٧٩٦٢، وسنن البيهقي ٩/ ٢٩٩ رقم ١٩٠٥١، وسنن النسائي الكبرى ٣/ ٧٦ رقم ٤٥٤٥.

(٤) الترمذي ٤/ ٨٤ رقم ١٥١٩، وذخائر العقبى ١١٨، والطبراني في الكبير ٣/ ٢٨ رقم ٢٥٦٧ - ٢٥٧٧، والبيهقي في السنن ٩/ ٣٠٤، وأسد الغابة ٢/ ١٣.

(٥) الذخائر ١١٩، والذرية الطاهرة للدولابي ١٠٠، ١٢١، والطبراني في الصغير ٢/ ٣٢٣ رقم ٨٧٤.