الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ذكر حمله لهما، وشهادته لهما بالجنة، وقوله: نعم الراكبان أنتما

صفحة 279 - الجزء 1

  الحسن والحسين خَرَجًا ولا أَدْرِي أين باتا! فقال لها رسول الله ÷: «لا تَبْكِي فَإِنَّ خَالِقَهُمَا أَلْطَفُ بِهِمَا مِنّي ومِنْكِ»، ثُمَّ رفع يديه وقال: «اللَّهُمَّ احْفَظْهُمَا وَسَلَّمْهُمَا»؛ فهبط جبريل # وقال: يا محمد لا تَحْزَنْ؛ فَإِنَّهُمَا في حظيرة بني النجار نائمين، وقد وَكَّلَ اللهُ بِهِمَا مَلَكًا يحفظها؛ فقام النبي ÷ ومعه أصحابه حتى أتى الحظيرة وإذا الحسن والحسين @ مُعْتَنِقَانِ نَائِمَانِ، وإذا الْمَلَكُ الْمُولْ بهما قد جَعَلَ أَحَدَ جَنَاحَيْهِ تَحْتَهُمَا، والآخَرَ فَوْقَهُمَا يُظَلَّلْهُمَا، فَأَكَبَّ النَّبِيُّ ÷ عليها يُقَبِّلُهُمَا حَتَّى انْتَبَهَا من نومهما، ثم جعل الحسن على عاتقه الأيمن، والحسين على عاتقه الأيسر؛ فَتَلَقَّاهُ أبو بكر فقال: يا رسولَ اللهِ نَاوِلْنِي أَحَدَ الصَّبِيَّيْنِ أَحْمِلْهُ عنك؛ فقال النبي ÷: «نِعْمَ الْمَطِيُّ مَطِيَّهُمَا، ونِعْمَ الراكِبَانِ هُمَا، وأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا»! حتى أتى المسجد فقام رسول الله على قدميه، وهما على عاتقيه ثم قال: «معاشر المسلمين، أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى خَيرِ الناسِ جَدًّا وجَدَّةً»؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «الحسن والحسينُ: جَدُّهُمَا رسولُ الله خاتم المرسلين، وجَدَّتُهُمَا خديجة بنت خويلد سيدةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَلَا أَدُلُّكُمْ على خير الناسِ أَبَا وأُما»؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «الحسن والحسين: أَبُوهُمَا عَلِيُّ بن أبي طالب، وأُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بنت خديجة وهي سيدة نساء العالمين»! ألا أَدُلُّكُمْ على خَيرِ الناسِ عَمَّا وعَمَّةٌ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «الحسن والحسينُ: عَمُّهُمَا جَعْفَرُ بن أبي طالب، وعَمَّتهُمَا أُمُّ هَانِئ بنتُ أبي طالب»، أَيُّهَا الناس: أَلَا أَدُلُّكُمْ على خير الناسِ خَالًا وخَالَةَ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، ثم قال: «الحسن والحسينُ: خَالُهُمَا القاسم، وخَالَتُهُمَا زينب بنت رسول الله ÷»، ثم قال: «اللهم إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فِي الْجَنَّةِ، وأَنَّ أَبَاهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَأُمَّهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وخَالَهُمَا في الجنة، وخَالَتَهُمَا في الجنة، وعَمَّهُمَا في الجنة، وعَمَّتَهُما في الجنة، ومَنْ أَحَبَّهُمَا في الجنة، ومَنْ أَبْغَضَهُمَا في النَّارِ⁣(⁣١)»، وأخرجه غير الملاء أيضًا.


(١) الذخائر ١٣٠، وفرائد السمطين ٢/ ٩٠ رقم ٤٠٦، وابن المغازلي ١٥٤ رقم ١٨٨، وص ٣٠١ رقم ٤٢٦، وأبو نعيم في دلائل النبوة ٤٨٥، والطبراني في الكبير ٣/ ٦٦ رقم ٢٦٨٣، وص ٦٥ رقم ٢٦٧٧، وتاريخ دمشق ١٣/ ٢٢٩.