ذكر بيعة الحسن #، وخطبته يوم وفاة أمير المؤمنين كرم الله وجهه في الجنة:
  ابْنَاكِ الحسن والحسين، وهُمَا سَيِّدَا شَبَاب أهل الجنة، وأبوهما خَيرٌ منهما، والذي بعثني بالحقِّ نَبِيًّا، يا فاطمةُ إِنَّ مِنَّا مَهْدِيُّ هذه الأُمَّةِ إذا صارت الدنيا هَرْجا ومَرْجًا، وتظاهرتِ الفِتَنُ وتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وأغار بَعْضُهُمْ على بعض، فلا كَبِيرَ يَرْحَمُ صَغِيرًا، ولا صَغِيرَ يُوَقِّرُ كَبِيرًا؛ فيبعث الله ø عند ذلك مَنْ يَفْتَحُ حُصُونَ الضَّلَالَةِ، وقُلُوبًا غُلْفًا، يقومُ بِالدِّين في آخِرِ الزَّمَانِ كما قمتُ به في أول الزمان، ويَمْلَأُ الأرضَ عَدْلًا كما مُلِئَتْ جَوْرًا(١).
  (شرح): الهَرْجُ والمَرْجُ: الاقتتال والاختلاط(٢).
  وإذ قد أتينا على نبذ من فضائلها @ فَلْنَذْكُرْ طَرَفًا من أحوالهما ووفاتهما.
ذِكْرُ بَيْعَةِ الْحَسَن #، وخطبته يوم وفاة أمير المؤمنين كرم الله وجهه في الجنة:
  أخرج الدولابي عن [الحسن بن](٣) زيد بن الحسن(٤) قال: خطب الحسنُ النَّاسَ يوم قُتِلَ علي بن أبي طالب #، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: «لقد قُبِضَ في هذه الليلة رَجُلٌ لم يَسْبِقْهُ الأَوَّلُونَ، ولا يُدْرِكُهُ الآخِرُونَ؛ لقد كان رسول الله ÷ يُعْطِيهِ رَايَتَهُ فَيُقَاتِلُ وجبريل(٥) عن يمينه، وميكائيل عن شماله، وما يَرْجِعُ حتى يفتح الله عليه، وما تَرَكَ على وجه الارض صَفْرَاء ولا بَيْضَاءَ إِلَّا سبعمائة درهم فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ، أراد أن يبتاع بها خادِمًا لأهله، ثم قال: أيها الناس مَنْ عَرَفَنِي فقد عرفني ومَنْ لم يَعْرِفْنِي فَأَنَا الحسنُ بنُ عَلِيٍّ، وأنا ابْنُ الوَصِيِّ، وأنا ابْنُ البشير، وأنا ابن النذير، وأنا ابْنُ الدَّاعِي إلى الله والسِّرَاج المنير، وأنا مِنْ أهل البيت الذين كان جبريل # يَنْزِلُ فِينَا، وَيَصْعَدُ مِنْ عِنْدِنَا، وأَنا مِنْ أهل البيت الذين أَذْهَبَ الله عنهم الرِّجْسَ
(١) الطبراني في الكبير ٣/ ٥٧ رقم ٢٦٧٥، وفي الأوسط ٦/ ٣٢٧ رقم ٦٥٤٠، والذخائر ١٣٥. المعنى صحيح، أما اللفظ فالصنعة عليه ظاهرة.
(٢) في الذرية الطاهرة ١٠٧: بإسناده إلى الحسن بن زيد بن علي بن الحسن عن أبيه، قال: خطب ..، والذخائر ١٣٦.
(٣) ما بين المعقوفتين من الذرية الطاهرة.
(٤) ابن الحسن بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، من سادات بني هاشم وسرواتهم وأجوادهم، ت: ١٦٨ هـ، روى له النسائي حديثًا واحدًا. ينظر: تهذيب الكمال ٦/ ١٥٢.
(٥) في الذرية الطاهرة: ويقاتل جبريل.