[ذكر ورعه #]
  «الْعَفَافُ زيْنَةُ الْفَقْر، والشُّكْرُ زِيْنَةُ الْغِنَى»، ومنها: «قِيْمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُهُ» - قال الشريف: هَذِهِ الْكَلِمَةُ التي لَا تُصَابُ لَهَا قِيْمَةٌ، وَلَا تُوزَنُ بها حِكْمَةٌ، ولا تُقْرَنُ إليها كَلِمَةٌ. ومنها: «مَنْ تَرَكَ قَوْلَ: لَا أَدْرِي، أُصِيْبَتْ مَقَاتِلُهُ». ومنها: «عَجِبْتُ لِمَنْ يَقْنَطُ وَمَعَهُ الاِسْتِغْفَارُ». ومنها: «رُبَّ عَالِمٍ قَتَلَهُ جَهْلُهُ، وَعِلْمُهُ مَعَهُ لَا يَنْفَعُهُ». ومنها: «لَا يَعْدَمُ الصَّبُورُ الظَّفَرَ وإِنْ طَالَ بِهِ الزَّمَانُ». ومنها: «عَاتِبْ أَخَاكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وارْدُدْ شَرَّهُ بِالْإِنْعَام عَلَيْهِ»، ومنها: «مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مَوْضِعَ التُّهْمَةِ فَلَا يَلُوْمَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ». ومنها: «مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ فِي يَدِهِ». ومنها: «مَنْ قَضَى حَقَّ مَنْ لَا يَقْضِي حَقَّهُ فَقَدْ عَبَدَهُ». ومنها: «لَا يُعَابُ الْمَرْءُ بِتَأْخِيْرِ حَقِّهِ، إِنَّمَا يُعَابُ مَنْ أَخَذَ مَا لَيْسَ لَهُ». ومنها: «إِذَا هِبْتَ أَمْرًا فَقَعْ فِيْهِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقّعِهِ أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ». ومنها: «مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الرَّأْيِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَأ». ومنها: «ثَمَرَةُ التَّفْرِيْطِ النَّدَامَةُ، وَثَمَرَةُ الْحَزْمِ السَّلَامَةُ». ومنها: «مَنْ لَمْ يُنْجِهِ الصَّبْرُ أَهْلَكَهُ الْجَزَعُ». ومنها: «لَا خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحِكْمَةِ، كَمَا أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْل». ومنها: «لَمْ يَذْهَبْ مِنْ مَالِكَ مَا وَعَظَكَ»، ومنها: «كُلُّ وِعَاءٍ يَضِيقُ بِمَا فِيْهِ إِلَّا وِعَاءَ الْعِلْمِ فَإِنَّهُ يَتَّسِعُ بِهِ». ومنها: «مَنْ كَسَاهُ الْحَيَاءُ ثَوْبَهُ لَمْ يَرَ النَّاسُ عَيْبَهُ»(١).
  فهذه قَرِيْبُ مِائَةِ كَلِمَةٍ عَذْبَةِ الْأَلْفَاظِ حلوة المعاني، حَقُهَا أن تُكتَبَ بِمَاءِ الذَّهَبِ، وَأَنْ تُجْعَلَ مِنْ جملة محفوظاتِ أُولِي الْأَدبِ، وَيَتَّضِحُ بها وبما قبلها أنه # إمامُ البُلَغَاءِ بالاتفاق، وسَيّدُ فُصَحَاءِ الآفَاقِ؛ فقد جمع الناس من كلماته أنواعًا من الألوف والمئين، والخطب والرسائل، وما ذكرناه في هذه الكلمات المشروحة بها الأبيات فيها كفاية قوله:
  ٥٨ - لازم الْمِحْرَابَ وَالحَرْبَ إِلَى ... أَنْ أَتَى أَشْقَى الوَرَى الأَمْرَ الفَرِيا
  المحرابُ: مَحَلُّ الْحَرْبِ، وسُمِّيَ مَوضِعُ العبادة محرابا؛ لأنه محل حرب
(١) وردت في شرح النهج في الحكم المنسوبة لعلي # ٥/ ٥٠٢، والحدائق ١٣٤ - ١٣٥، والنهج ٧٢٧ رقم ٢٢٣.