[الخلق الحادي عشر:] الإقلال من النوم
  فجاءني من طريق آخر، فقال: إنك رجل عالم، فلو جمعت كتاباً، وسميته: حبل الوريد على المريد، كان ذخراً لك في الدنيا والآخرة، فهممت بذلك، فنهاني الشيخ عن ذلك، وقال: هذا الشيطان يريد أن يشوش عليك الخلوة فاحذره.
[الخلق الحادي عشر:] الإقلال من النوم
  النوم أحد الميتتين، وهو تضييع للعمر، وتفويت للحياة التي هي مزرعة الآخرة.
  ويكفي، بل يزيد على الكفاية أن يقتصر على نوم ثلثي الليل، وهو ثلث العمر، وكفى بتضييع ثلثه.
  ولا ينبغي نوم النهار، إلا لمن يقوم الليل، فإنه لقيام الليل كالسحور لصيام النهار، ومن المقت أن يتسحر من لا يصوم.
  ولا ينبغي لمن غلبه النوم وهو في ذكر، أو صلاة، أو قراءة، فشوش عليه، أن يغالبه بل ينام حتى يعقل ما يقول.
  واعلم أن النوم راحة البدن، وأن المجاهدة إتعابه، فإذا هجر العبد النوم والاستراحة ذابت الجوارح؛ فحيي القلب، وارتفع عنه حجاب الشهوات، فنال بذلك خيراً كثيراً(١).
(١) ومن الإرشادات التي يمكنك اتباعها مراعيا ما عليك فعله من الأعمال الدينية والدنيوية، ما يلي:
- أن تجعل لنفسك موعدا معينا ثابتا تأوي فيه إلى فراشك، فإن موعد النوم الثابت أمر هام بالنسبة للنوم الهانئ الطيب، وهذا سيساعد كثيرا في انضباط (ساعة) جسمك ودقتها. =