[الخلق الثامن عشر] التوبة
  أقرب إلى أحدكم من شراك نعله»، ثم قرأ ÷: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} إلى آخر السورة(١). [الزلزلة ٧ - ٨].
  فيجب الندم على ما أتي به من القبيح لقبحه، وما أخلَّ به من الواجب لكونه إخلالا بواجب، ويبالغ في هذا الندم مبالغة شديدة حتى يكون أبلغ من الندم على ما أخطأ فيه وقصّر من أمور دنيه، وأبلغ حسب الإمكان، ويتوب من كل ذنب بعينه إن أمكن، وإلا فمن جميع ذنوبه جملة، مع عدم انحصارها، ويقضي ما فرط فيه من حقوق المخلوقين على الوجه المخلص شرعا.
  وثانيهما: العزم: وهو أن يعزم عزما قويا أبلغ ما يمكن على أن لا يأتي شيئا من القبائح، ولا يخلّ بشيء من الواجب، وليكسر شهوته، وليذل نفسه بشيء من الطاعات الشاقة كالصلاة، والصيام، ونحوهما.
  فمتى تمَّ ما ذكر فهي التوبة النصوح المقبولة - إن شاء الله تعالى -.
[من لوازم التوبة: الإشفاق والخوف]
  قيل: ويلزم أن لا يخلو التائب مع ذلك من الإشفاق والخوف؛ إذ لا يأمن من كون توبته غير واقعة على الوجه المرضي المقبول، ويدل عليه قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}[المؤمنون ٦٠]،
(١) المنذري في الترغيب والترهيب [٤/ ٤٨] رقم (٤٧٥٧).