[الخلق الثامن عشر] التوبة
  وقوله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} إلى قوله: {وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}(١) [الإسراء ٥٧].
  وسئل جعفر بن محمد @ عن معنى قوله تعالى: {[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً}[التحريم ٨]، قال: يتوب العبد ولا يعود. وقيل: حقيقة التوبة: أن يبغض المعصية.
  وقيل - في علامات التوبة - هي أربع:
  إدمان البكاء على ما سلف من الذنوب، والخوف المقلق من الوقوع فيما بعد، وهجران أخدان(٢) السوء، وملازمة أهل الخير.
[ما يستعان به على التوبة ودواعيها]
  ويستعان على التوبة: بأن يملأ القلب خوفًا وخشية؛ لأن التوبة لا تكاد تتمّ - وإن تمت لم تصفُ ولم تدم - ما لم يصحبها الخوف؛ وقد نبه الله تعالى على ذلك بقوله: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ(٣)}[الأنعام ٥١].
(١) الآية بتمامها: قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً}. راجع الخلق الرابع عشر والخامس عشر.
(٢) أخدان: جمع خِدْن، وهو الصديق في السر، قال تعالى: {وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}[النساء ٢٥].
(٣) الآية بتمامها: قال تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.