المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

القسم الثاني: في الوظائف

صفحة 148 - الجزء 1

  قال: ومنها ما يتعلق بالأحوال: وهي أن لا يتعلق بشيء من رياسة الدنيا، وأن يكون اللباس الصوف وشبهه، والأكلُ أيَّ شيءٍ كان.

  قلت: وهذا في حق من تخلَّى للعبادة ومجاهدة النفس، وانقطع عن الدنيا بالكلية، ولعمري إنها الدرجة الرفيعة، والوظيفة الشريفة، ومن لم يبلغ به الترقي إلى هذه الدرجة العالية كانت وظيفته في أحواله حسبما يحتمل في أكله ولباسه.

  وقد يحسن التجمل باللباس إذا كان في التبذل سقوط مرتبةٍ وانتقاص درجةٍ تخلُّ بأمر ديني كـ: في حق الإمام، ومن له رتبة دينية يكون ذلك وهنا فيها. وقد يكون الأكل مما يلذّ ويستطاب أولى في حق من لا يصبر عنه؛ ويستدعي به منه خالص الشكر، يخل به تركه في عبادته ووظائف دينه، فلا يغفل عن مثل هذه الاعتبارات.

  قال: ومنها ما يرجع إلى الأشخاص - فالواقفون هذا حكمهم، والزائر يكرم ويوعظ، والمريد للوقوف يختبر حاله، ثم يعلم، ثم يدخل في الجملة.

  وضابط الجميع: أن لا يشتغل بشيء وهو يقدر على أفضل منه، ولا يقارف شيئا من الدنيا الدنية وهو يمكنه الصبر عنه.