المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

القسم الثالث: [في أهمية الإخلاص]

صفحة 149 - الجزء 1

القسم الثالث: [في أهمية الإخلاص]

  من الأخبار المأثورة والأحاديث المشهورة: ما روي عنه ÷: «الناس كلهم هلكى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم»⁣(⁣١).

  وهذا حديث فاجع، وخبر رائع⁣(⁣٢)، جدير⁣(⁣٣) لمثله أن تحترق به الأفئدة بنيران الوجد⁣(⁣٤) الموقدة، وأن تصرف الأذهان إلى معرفة وجه الخلاص، ويرجع البصر⁣(⁣٥) هل بعد هذا الخبر من مناص⁣(⁣٦).

  وقد تكلم بعض علمائنا - رحمهم الله تعالى - في هذا الشأن فأجاد وأحسن البيان.

  وحاصل ما يمكن ذكره في هذا المعنى: أن الخطر الذي يخافه العبد بعد هذا العلم والعمل والإخلاص⁣(⁣٧) لله ø هو


(١) العجلوني في كشف الخفاء [٢/ ٣٧٨] رقم (٢٧٩٦)، والغزالي في ميزان العمل [١/ ٢٦٩] مرفوعا، وفي الإحياء في مواضع منه ولم يرفعه.

(٢) رائع هنا بمعنى: مُفزع.

(٣) جدير بكذا ولكذا: خليق له، أي: حقيق به.

(٤) الوَجْدُ هنا بمعنى: الحزن الشديد.

(٥) ترجيع البصر: ترديده ومعاودته، قال تعالى: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ}⁣[الملك ٣ - ٤].

(٦) المناص: الملجأ والمهرب.

(٧) (إذا علم الله من قلبك صحة الإرادة، وإخلاص العمل، أوصلك إلى الخير، =