القسم الثالث: [في أهمية الإخلاص]
القسم الثالث: [في أهمية الإخلاص]
  من الأخبار المأثورة والأحاديث المشهورة: ما روي عنه ÷: «الناس كلهم هلكى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم»(١).
  وهذا حديث فاجع، وخبر رائع(٢)، جدير(٣) لمثله أن تحترق به الأفئدة بنيران الوجد(٤) الموقدة، وأن تصرف الأذهان إلى معرفة وجه الخلاص، ويرجع البصر(٥) هل بعد هذا الخبر من مناص(٦).
  وقد تكلم بعض علمائنا - رحمهم الله تعالى - في هذا الشأن فأجاد وأحسن البيان.
  وحاصل ما يمكن ذكره في هذا المعنى: أن الخطر الذي يخافه العبد بعد هذا العلم والعمل والإخلاص(٧) لله ø هو
(١) العجلوني في كشف الخفاء [٢/ ٣٧٨] رقم (٢٧٩٦)، والغزالي في ميزان العمل [١/ ٢٦٩] مرفوعا، وفي الإحياء في مواضع منه ولم يرفعه.
(٢) رائع هنا بمعنى: مُفزع.
(٣) جدير بكذا ولكذا: خليق له، أي: حقيق به.
(٤) الوَجْدُ هنا بمعنى: الحزن الشديد.
(٥) ترجيع البصر: ترديده ومعاودته، قال تعالى: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ}[الملك ٣ - ٤].
(٦) المناص: الملجأ والمهرب.
(٧) (إذا علم الله من قلبك صحة الإرادة، وإخلاص العمل، أوصلك إلى الخير، =