المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[مكمن الخطر]

صفحة 150 - الجزء 1

  لعدم الأمن في الوقوع فيما يحبط سعيه ويبطل عمله؛ إذ لا تكليف عليه بعد جمعه للعلم والعمل والإخلاص لله ø إلا حفظ ذلك، والاحتراز عليه مما يحبطه من المآثم الدقيقة التي قد يذهل القلب عن التنبه لها، وشدة خطرها وعظم موقعها، فيتهاون بها ويتسامح بفعلها.

[مكمن الخطر]

  والخطر من وجهين:

  أحدهما: أن يغترَّ بالشيطان، فيحسن في عينه القبيح بنوع من حيلهِ، حتى يخيله إليه حسنا، فيرتكبه، فإن الشيطان من أهل الدهاء والمكر، وليس يعالِجُ العالمَ العاملَ المخلصَ بتحسين


= وهدى قلبك، ويسر أمرك، وجمع شملك، وهوَّن عليك الصعوبة، وقمع عنك الشهوات، وبغَّض إليك الدنيا، وبصَّرك عيوبها وأدواءها حتى تعافها، وإذا عرف الله منك الصدق والاجتهاد، وعلم أنك لا تختار عليه غيره، قَبِلَ اللهُ سعيَك، وشكر عملك، وصار اجتهادُك تلذذاً وحلاوة، فإذا رآك الله تعمل على الحلاوة ولا تتوانى، ولا تختار عليه الدنيا، ولا تَتِّبع هواك، ولا تطلب شهوتك، قَبِلَ اللهُ منك عملك، ونَثَر عليك من صفاء بره، ونشر عليك من مخزون رحمته، وكثَّر عليك من عطائه، ومنحك مِنْ خزائن جوده، وجزيل مواهبه ومعونته، ما تَقَرّ به عينُك، وما إذا رأيته زادك اجتهاداً وخوفاً وعزماً، ونضَّر أثر ذلك عليك، وأورث قلبك النور والتقى والهدى، والشبع من الدنيا، وأغناك عمن دونه، وأعطاك مِنْ عطائه، ما لم يحسن أن تتمنى قبل ذلك، والله كريم يقبل اليسير، ويعطي عليه الثواب الكثير) [مجموع الإمام القاسم الرسي: العالم والوافد ٢/ ٤٤٤].