[مكمن الخطر]
  القبائح الضرورية الظاهرة.
  وربما يكون السبب في عدم التنبه للقبيح - الإخلال بالنظر الصحيح، والتأمل النافع، فيرى ذلك القبيح حسناً، وقد أشار تعالى إلى هذا الوجه بقوله: {أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}[الحجرات ٢]، وقوله تعالى: {وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}[الكهف ١٠٤].
  وثانيهما: أن يفعل ما يعتقده حقيرا في جنب طاعاته وأعماله الصالحة، وتسول له نفسه أن الله - سبحانه - لا يعتدّ بذلك في جنب علمه وعمله وإخلاصه، وقد نبَّهَ ÷ على الحذر من ذلك فقال: «إياكم وَمُحَقَّرَاتِ(١) الذُّنُوبِ، فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللَّهِ طَالِبًا»(٢).
  ومما يدل على ما قررناه - من كون الخطر المخوف مع حصول العلم والعمل والإخلاص هو ما ذكرناه - قوله ÷: «حراسة العمل أشد من العمل»، وقوله ÷: «لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا(٣)،
(١) مُحَقَّرَات الذنوب بتشديد القاف وفتحها: التي يحتقرها فاعلها.
(٢) الإمام المرشد بالله # في الخميسية روى صدره. وأخرجه ابن راهويه في مسنده [٢/ ٥٣٨] رقم (١١٢٠)، وأحمد في مسنده [٤٠/ ٤٧٧] رقم (٢٤٤١٥).
(٣) الحنايا: جمع حَنْيٍ وهو القوس، أي: حتى تكونوا محنيين، أي معطوفين كالقسي أو الأقواس، من كثرة الوقوف في الصلاة.