المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع الثاني: العجب]

صفحة 44 - الجزء 1

  وأما قوله تعالى: {فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ}⁣[النجم ٣٢]، فالمراد: لا تحكموا لها بالطهارة من كل ذنب.

  ومن المحسنات لهذا القبيل إرهاب أعداء الله، وإيغار صدورهم.

  ولا من التكبر - أيضًا -: تهيئة الإمام، بقيام الخدام على رأسه⁣(⁣١)، وضرب الحجاب على بابه⁣(⁣٢)، واتخاذ مَن يُلبسه نعليه، وينزعهما عنه، وعدم المنع من تقبيل يديه، لقصد المصلحة في ذلك كله؛ إذ قد ورد مثله عنه ÷، والأعمال بالنيات.

[النوع الثاني: العُجْب]

  والعجب: هو مسرة، بحصول أمرٍ، يصحبها تطاول لأجله، على من لم يحصل له مثله، بقولٍ، أو فعلٍ، أو تركٍ، أو اعتقاد.

  وقد ورد الشرع بتحريمه، وانعقد الإجماع على حظره، وقيل فيه: إنه من المحبطات.

  وكفى في تفضيع شأنه بتوبيخ الله جند الحق على الإعجاب بما


(١) روي في السيرة في عمرة الحديبية أن المغيرة بن شعبة كان واقفا على رسول الله ÷ حين بعثت قريش إليه عروة بن مسعود الثقفي الذي كان في حال خطابه لرسول الله ÷ يتناول لحيته الكريمة، فقال المغيرة: اكفف يدك عن وجه رسول الله قبل أن لا تصل إليك فقال عروة: ويحك ما أفظك وأغلظك. فتبسم رسول الله ÷. وهذا يدل على جواز قعود الإمام وبعض الجند قائم على رأسه. ذكره في البحر الزخار: كتاب الدرة المنيرة في الغريب من فقه السيرة.

(٢) كأنس بن مالك الذي كان حاجبا له ÷.