[النوع الثاني: العجب]
  وأما قوله تعالى: {فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ}[النجم ٣٢]، فالمراد: لا تحكموا لها بالطهارة من كل ذنب.
  ومن المحسنات لهذا القبيل إرهاب أعداء الله، وإيغار صدورهم.
  ولا من التكبر - أيضًا -: تهيئة الإمام، بقيام الخدام على رأسه(١)، وضرب الحجاب على بابه(٢)، واتخاذ مَن يُلبسه نعليه، وينزعهما عنه، وعدم المنع من تقبيل يديه، لقصد المصلحة في ذلك كله؛ إذ قد ورد مثله عنه ÷، والأعمال بالنيات.
[النوع الثاني: العُجْب]
  والعجب: هو مسرة، بحصول أمرٍ، يصحبها تطاول لأجله، على من لم يحصل له مثله، بقولٍ، أو فعلٍ، أو تركٍ، أو اعتقاد.
  وقد ورد الشرع بتحريمه، وانعقد الإجماع على حظره، وقيل فيه: إنه من المحبطات.
  وكفى في تفضيع شأنه بتوبيخ الله جند الحق على الإعجاب بما
(١) روي في السيرة في عمرة الحديبية أن المغيرة بن شعبة كان واقفا على رسول الله ÷ حين بعثت قريش إليه عروة بن مسعود الثقفي الذي كان في حال خطابه لرسول الله ÷ يتناول لحيته الكريمة، فقال المغيرة: اكفف يدك عن وجه رسول الله قبل أن لا تصل إليك فقال عروة: ويحك ما أفظك وأغلظك. فتبسم رسول الله ÷. وهذا يدل على جواز قعود الإمام وبعض الجند قائم على رأسه. ذكره في البحر الزخار: كتاب الدرة المنيرة في الغريب من فقه السيرة.
(٢) كأنس بن مالك الذي كان حاجبا له ÷.