[النوع التاسع:] موالاة أعداء الله، ومعاداة أولياء الله
  واعلم، أن هذين النوعين من الموالاة، والمعاداة، من أشنع القبائح، وأعظم الفضائح:
[موالاة أعداء الله]
  أما الأول: وهو موالاة أعداء الله، فكفى في الزجر عنها قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ ...} الآية [المجادلة ٢٢]، وناهيك(١) بهذه الآية قارعة وزاجرة لمن له أذن واعية، فإنه نفى عمن هذه حقيقته حقيقةَ الإيمان.
  قال جار الله في كشافه، في تفسير قوله تعالى: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ} الآية [آل عمران ٢٨]: (نهوا أن يوالوا الكافرين لقرابة بينهم، أو صداقة قبل الإسلام، أو غير ذلك من الأسباب، التي يتصادق بها، ويتعاشر، وكرر ذلك في القرآن: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة ٥١]، {لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ}[المائدة ٥١]، {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ} الآية، والمحبة في الله، والبغض في الله، باب
= إنزال المضرة وصرف المنفعة، لا ترك الإرادة لذلك؛ لأن عداوتك له باقية، وإنما العارض صرفك عن الفعل.
(١) ناهيك: كلمة تعجب واستعظام، قال ابن فارس: هي كما يقال: حسبك، وتأويلها: أنه غايةٌ تنهاك عن تطلب غيره، [من معجم ابن فارس].