المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع الحادي عشر:] المداهنة

صفحة 67 - الجزء 1

  ودليله: [قوله تعالى]: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ}، إلى قوله: {أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}⁣[الممتحنة ٨]، وفعلُهُ ÷ في حق الرجل الذي قال فيه - حين استأذن له الحاجب -: «بئس ابن أخ العشيرة هو»، ثم أذن له، وأَلَانَ له القولَ⁣(⁣١)، كما روته عائشة.

[صور مما هو من المداهنة وما ليس منها]

  وليس من المداهنة - أيضًا -:

  - تعظيم أهل الشرف من الكفار، والفساق؛ رجاء لرجوعهم إلى الخير، أو لنصرتهم للحق، أو لخذلهم للباطل، أو غير ذلك من المصالح الدينية وأفعاله ÷، من هذا القبيل ظاهرة شاهرة مع كثير من رؤساء المشركين، حتى انتهى ذلك إلى أنه أفْرَشَ رداءَهُ عدة منهم، قيل: خمسة نفر، وأقعد ÷ عدي بن حاتم فوق مخدته قبل أن يسلم، وقال فيه: «إذا جاءكم كريم قومٍ فأكرموه»⁣(⁣٢).

  فأما تعظيم من تلك صفته لمصلحة تختص المُعَظِّمَ، من تحصيل نفعٍ، أو دفع ضرر عنه، فالأقرب عدم جوازه؛ ودليله


(١) البخاري [٨/ ١٣] رقم (٦٠٣٢)، ومسلم [٤/ ٢٠٠٢] رقم [٧٣ - (٢٥٩١)].

(٢) لوامع الأنوار للإمام مجد الدين # بسنده إلى سلسلة الإبريز [١/ ٤٨٦]، وابن ماجه [٢/ ١٢٢٣] رقم (٣٧١٢)، والطبراني في الكبير [١١/ ٣٠٤] رقم (١١٨١١).