المهذب في فتاوي الإمام المنصور بالله،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

باب السيرة في أهل الفسق وأهل البغي وأحكامهم عند الظفر بهم

صفحة 466 - الجزء 1

  ومنها أن خلافهم كان هفوة ولم يكن تهتكاً.

  ومنها أن لهم سوابق قد رعاها علي # فقال في قاتل الزبير: «بشروا قاتل ابن صفية بالنار»، وقال لما رأى سيفه: «طال والله ما كشف به الكرب عن وجه رسول الله»، وقال في طلحة قولاً جميلاً، ولما سئل عن الخوارج فقيل:⁣(⁣١) أكفار؟ قال: «من الكفر هربوا. قيل: أمؤمنون؟ قال: لو كانوا مؤمنين ما قاتلناهم. قيل: فما هم؟ قال: إخواننا بالأمس بغوا علينا فحاربناهم حتى يفيئوا إلى أمر الله»، فلم يبلغ حال متهتكي زماننا شربة الخمور، أرباب الفجور إلى أقل قليل من حال الصحابة، وقد قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِن انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ}⁣[البقرة: ١٩٣].

  والظالم عندنا على وجهين:

  ظالم لنفسه بالمعصية، وظالم للناس بالجبرية.

  ولا شك في معصية من تخلف عن الإمام وكثر سواد الجبارين، وعمر أرضهم، وسكن بلادهم، ونحن لا نشك في⁣(⁣٢) أن الضعفاء الذين لبسوهم الحرير، وركبوهم الذكور، وسقوهم الخمور، فأي عون أعظم من هذا، وإنما قلنا: تكون أموالهم غنيمة؛ لأنها أموال أخذت على وجه التنكيل على المعصية دليله الفيء.

  وقلنا تقسم؛ لأن هذا حكم الغنائم.

  فإن قيل: إن علياً # لم يعرض لما وراء عسكر أهل الجمل وأهل النهروان.


(١) زيادة في (ب).

(٢) سقط من (ب).